بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين وجعل مثواهم عليين أما بعد :

جلست على الاريكة في ليلة ورحت اغمض عيني من تعبي وخطر لي .........

كثيرا ما يشغلنا التفكير في مستقبل اولادنا والتخطيط الى ما ستؤول اليه حياتهم من بعدنا وكل منا يسعى في فلك اتخاذ القرار عن ولده ويتجاهل هذا الشاب أو الفتاة وما يرغب أو ترغب وما هي امكانياته وطاقاته ورغباته وقدراته الجسدية والعقلية وما هي قدراتي كأب اسعى لتوفيرها الى اولادي من الناحية المادية من مأكل وملبس .....الخ ونتجاهل كليا الجانب المعنوي والنفسي وكانني لا اتعامل مع انسان بدأت تظهر عليه ملامح الرجولة أو الانوثة من كلا الجنسين وننسى كليا اننا قد كنا في يوم من الايام نعيش الصراعات التي يعيشها اولادنا المراهقين ونتناسى اننا في يوم من الايام كنا نمر بنفس الظروف النفسية التي يشعرون بها حاليا من عدم القدرة على إتخاذ القرار والتسرع في ابداء الاراء والحكم على الاخرين والركض بسرعة الضوء الى كل ما هو غريب ومستحدث وخارج عن المألوف وغير متبع في العادات والتقاليد العربية حتى التغيرات الجسدية التي تصاحب فترة البلوغ الجنسي والتي كانت في يوم من الايام احد اسباب تباهينا أو اختفائنا عن اعين الاخرين والاحراجات المتكررة لنا من قبل الاخرين والخوف احيانا من نضجنا الجسدي والنضج العقلي في فترة المراهقة وحب السيطرة والظهور والانفتاح على شخصيات الاخرين وتقمص كل ما هو مناسب لنا ودمجه ضمن منظومة تفكيرنا وابداء النقض والنقد في كل ما هو مستهجن في شخصيات الاخرين والخروج عن سيطرة الاب والنزوع نحو ارضاء الام أو الاب للتعرف بشكل لا شعوري على اهم عيوبنا وارضاءا لشعورنامن الناحية العاطفية الاسرية وعندما كنا نسمع كلام لا يرضي غرورنا أو لا يعبر حقيقة عن ما في صدورنا كان يتملكنا الغضب وننزع الى السلوك العدواني الجسدي أو اللفظي والنزوع الشديد الى اثبات الذات والوجودية داخل منظومة الاسرة والتي هي نواة المجتمع الخارجي المكبر ومن ثم نعلن ان لاأحد له بتصرفاتنا لا من قريب ولا من بعيد ونهرع الى خارج البيت لنجد صديق من ضمن مجموعات من الاصدقاء القي عليه بمشكلتي ليساعدني وإن لم يعجبني رده تجاهلته ومشيت حتى اجد من اصدقائي من يسند الجدار معي وأعود الى البيت وأنا أريد الاعتذار ولكن لحظة ..... لحظة كرامتي ويبدأ الصراع داخلي حتى ادخل باب البيت وانظر في وجه ذلك ((الختيار ))انه ابي وانا احبه وهو يحبني لكني لن ابوح له بحبي فأسفي له أهانة لكرامتي ولكنه ابي وأنا وما ملكت لأبي لماذا لا استطيع الاتفاق معه زمانه غي زماني مكانه غير مكاني لماذا لا ينظر الي كأنني رجل لماذا لا زلت الطفل الرجل في نظره لماذا يحبني وهو بتصرفاته يهينني لماذا اصدقه واساعده واقف الى جانبه وهو لا يراعيني وعندما اطلب منه مبلغا من من المال هنا الكارثة وتبدأ بنود الاستجوابات التي لا نهاية لها . وهذه هي صورٌ من مراهقتي . واتركني اتخذ قراري لأن هذا اختياري .
..... وفجأة صحوت من غفوتي لاجد نفسي اجيب على نفسي (( انا ......... ابي)) .................................................. .(( انا ......... أمي ))
ملاحظة
(( ارجو ان أكون قد وضحت بعض الصور والجوانب النفسية لحياة المراهقين والصراعات التي يعيشون بها ومن دورنا في ان لاننسى ما كنا ))
المرشد التربوي : عامر محمود