في سربِ أحمد



يا أعذبَ الأسمـاء يَنطقها فمـي
يا بسمةَ الفرح الوقــور بمبسمي
يا نسمةً نسجَ الشـــذا ذراتها
هبَّت ففاح العطر من أنقى دم
يـا مُزنةً سقت القفار بغيثها
روَّت زهور الشَّوق في القلب الظَّمي
يـــا مركباً نـادى ليُنقِذَ تائهاً
غرقانَ في بحـر عميــــقٍ مُظلمِ
يــا بُلبل الأفنان حسبُك نائماً
فالغصن أورق فانتفض وترنَّـــمِ
يا روحي الحيرى أفيقي وابسمي
أبصرتُ في نَشـر الخُزامى بلسمي
جُدِّي المسير ورفرفي في دوحــةٍ
وعلى خدود الورد حُطي وارتمــي
فلقد ملأت مــن الحنان تشوُّقي
فأفاق في نفسي بريقُ الأنجُــــمِ
وقرأت في الإحساس لهفةَ عاشقٍ
سكنَ الهوى بضلوعــه والأعظُمِ
وتحدَّرت مــن مقلتي دُررُ التُّقى
فتمزَّقت حُجُبُ الســـؤالِ المُبهَمِ
وأُزيحَ عن وجهِ الشموس كآبةٌ
وافترَّ عـــن ثغر الجراحِ تَبَسُّمي
حتى سمـا كالبدر طيـر مشاعري
جـــذلانُ يرتعُ في رياضِ الأنعمِ
فوجدتني في سربِ أحمـد طائراً
يشـــدو بآيات الكتاب المُحكَمِ
ويوحَّـد الديَّان في عليائــه
وتراه بيـن مُسبِّحينَ وصُــــوَّمِ
لُمحمِّدٍ أهدي الصلاةَ وخافقــاً
بالطيب كلَّلـــــهُ الهوى كمتيَّمِ


بقلم: بدر محمد عيد الحسين
الرياض 21/11/1426هـ
badrhussain@hotmail.com