| 
 | 
ابكِِ يا عُصفُورُ من فوقِ   الغُصونِ  | 
 واذرفِ الدَّمعَ فقد جَفَّت   عُيوني | 
أنَـا يـا  عُصفـورُ لم ألْمَحْ  أبي  | 
 مُنذُ عهدٍ، هَيَّج   الشوقُ  شُجوني | 
أنـا يــاعصفـورُ قلبي  جَذوةٌ  | 
 ويتيـمٌ ضَيَّـعَ  البَحرُ   سَفيـني | 
فرَّقَت شَملي  أعـاصيرُ  النَّـوى  | 
 وكَوَى التَّرْحالُ جُرحاً مـن حَنيني | 
فَأَنـا  يـا طيـرُ  طيـرٌ  مُحْزَنٌ  | 
 في رَوابي الكَونِ قد ضاعت وُكُوني | 
كُسِرَ المِجدافُ في  كـفِّ  الجَوى  | 
 وَبِعُرْضِ البَحرِ ليلاً  قَـد   نَسوني | 
أَتُرى ياصــاحِ أسلو   لوعَتي ؟  | 
 قَبِّلِ الوَسنانَ  مــن عَينيْهِ  دُوني | 
رَحَل الصَّوتُ  الــذي  يُؤنِسُني  | 
 وغَـدا ذِكْرى بأثْـوَاب  السِّنينِ | 
فَلَقد أَحسَسْتُ  أَنِّــي ضاِئِـعٌ  | 
 قَلعـةً كنتُ وقد دُكَّت   حُصُوني | 
أَتُوارُونَ الثَّرى   من في  فؤادي ؟  | 
 ضُمّـَهُ ياتُربُ  كالأُمِّ   الْحَنـونِ | 
واحْمِلي يـا مَعْشَرَ   الطَّير  لَـهُ  | 
 مِنْ بَّهِيِّ الرَّوضِ  أزهـارَ  الفُتونِ | 
واسْقهِ يــا طَلُّ  قَطْراً   دافِئـاً  | 
 كي يفوحَ الوردُ من بينِ  الغُصون | 
كم تَمَنَّيتُ  لو  أني   حــاضرٌ  | 
 أَكتب الإحساس بالدمع الهتـون | 
تركضُ السَّاعات والشَّوقُ  بهـا  | 
 كيف َ أنسى ساكناً   بين  الجُفون | 
آنسِ اللَّهُم  ضيفاً  قـد   أَتَـى  | 
 قاصداً رُحمـاكَ في صِدْقٍ   وَدينِ | 
واجمـع ِ  اللَّهُمَّ   شَمليْنـا  على  | 
 كَوْثَرِ الفِرْدوس  في يَـومِ   اليَقين | 
فِرقــةُ  الأحباب كأسٌ    مُرَّةٌ  | 
 شَرِبوا قَبْلــي  ومِن ثَمَّ  سَقُوني |