ذهبـت بنـا الأحـلامُ والأهـواءُ فاستحكـم الأوبـاشُ والأعــداءُ
وتمزقـت راياتـنـا إلا الـتـي تسعـى لـذلٍ ،شأنهـا استعـلاءُ
فـأتـوا لنا بـروابـط قومـيـةٍ لـو أنهـا اشتـدت لضـاع رداءُ
حتى غدا بيـت العروبـة هينـاً تعــدو عليـه أرانـبٌ وضبـاء
حتى خفافيـش الظـلام تمـردت واستحكمت فينـا ،فتـاهَ ضيـاءُ
هُنَّا وهَـانَ الديـن فـي تفكيرنـا حانـت لـهُ تغريـبـةٌ وفـنـاءُ
من ذا يقول بأننا في حكـم مـن رفع الصليـب ،تذمـهُ العـذراء!
أو أننا فـي حكـم فـارس إنهـا شرُ الشـرورِ روافـضٌ خبثـاءُ
فرخُ اليهود ،همُ الزنـاةِ عيالهـم فـي كـل أرضٍ خسـةٌ ودهـاءُ
والله يضرب كـل حيـن قصـةً فيهـا التـذكـرُ أيــةٌ وبــلاءُ
ليثير مـا شـاء القلـوب لهمـةٍ أو يطفئ الأحـزان حيـن يشـاءُ
كي يـدرك الإنسـان أن حقيقـةً تخفى عليه ، تُعيدهـا الأضـواءُ
لا النصر يُؤتى بالجيـوش وإنمـا الله ينصرهـم ، وهـم ضعـفـاءُ
اللهُ بالإيمـان ينـصـر حـزبـهُ يُنجـي قلوبـاً نورهـا وضَّــاءُ
في بيـت حانـونٍ علامـة ذلنـا بل كل شبـرٍ فـي البـلاد وبـاءُ
لكنـهُ الرحمـن حـولـهُ لـنـا عـزاً تُسطـرهُ هنـاك ،نـسـاءُ
لله در نسائـهـا ، لا يسـتـوي جيـشٌ بهـن فمـا لهـن سـواءُ
لما خرجن جبرن مـن عثراتنـا كـن الغـطـاء وقد أطـل بـلاءُ
ولقد خرجن مسيرةً علمـوا بهـا موتاً ،فليس بهـن مـن تستـاءُ!
فالموت في كنف الشهادةِ مكسـبٌ وهو الـذي تسعـى لـهُ وتشـاءُ
صنعوا الذي عجزت جميع جيوشنا عن صنعهِ واستصغـر الزعمـاءُ
هن اللواتي قـد حصـدن كرامـةً وهم الذيـن حصادهـم أصـداء
مـاذا تبقى ؟ أن نُحول أمـرنـا لـنسـائنـا يـا أيهـا الشـرفاءُ
مـاذا تبقى أن تظــل أسودنـا بقيـودهـا وتُقـاتـلُ الحسنـاءُ؟
أن تـمضي أمٌ للقتـال وجــدةٌ لا عـذر بعـد اليـوم لا أهـواءُ
لا غـرو أن يأتي الصغيـر كأمةٍ لـو أنـهـا أمٌ لــهُ الخنـسـاءُ
فمتـى نُقيـم جهادنـا ،وحياتنـا لله أجـمـل أيـهـا العـقـلاء؟





