|
ناجيت في الظلماء أجـرام السمـا |
فترنّحت ونجومهـا نزفـت دمـا |
يا أيها الليل الكفيف عـن السنـا |
النجم يسطع ليس يخفيـه العمـى |
نابلس بثّي في سمائـي الأنجمـا |
ولتتركـي درب الطغـاة ملغّمـا |
يا قبلة الثـوار قومـي وانظـري |
فالمجد نحوك رافع الهام ارتمـى |
دأماء من سود الليالي قـد غـزت |
فيك الشموس لكي تصيب المغنمـا |
فأبت شموسـك أن تـذلّ لليلهـم |
بل جرّعتهم في الليالـي العلقمـا |
كم صوّبوا بحرابهم تلـك الـذّرى |
فأبت حبال الوصل أن تتصرّمـا |
الجوع قالوا فانثنيت على الطـوى |
سأظلّ عن ذلّ المطاعـم صائمـا |
الـذّلّ رامـوا أيـن منـك مذلـةٌ |
فلقد غدوت الى المفاخـر مَعلَمـا |
أطفالك الأحرار قـد أرضعتهـم |
بلبـان حبّـك عـزّةً ومكارمـا |
نهضوا الى الباغين أشبـالاً ومـا |
بلغوا من الأعمار بعـد مفاطمـا |
يا حـرّةً قـد علّمـت أحرارهـا |
أنّ المكـارم نفتديـهـا بالـدمـا |
يا درّةً في الكون عـزّ نظيرهـا |
يا بدر هذا الليـل إن هـو أظلمـا |
أنا من غدوت بطهر تربك هائمـا |
وعلى الذي يبغي هوانـك ناقمـا |
أيؤخَر العملاق عـن درب العـلا |
ويتـاح للأقـزام أن تتقـدّمـا؟؟ |
نابلس يا مسرى الهوى قلبي هوى |
مرآك ناراً في فـؤادي أضرمـا |
قولي لهم سأعـود رغـم أنوفهـم |
فالمـارد العمـلاق لـن يتقزّمـا |
العيّ في الأنحـاء بـات مخيّمـا |
فدعي لسـان الحـال أن يتكلّمـا |
كم مسرجٍ خيل المنيّـة قـد غـدا |
كم عاشقٍ للحـور نحـوكِ يمّمـا |
كم مدنفٍ لرحاب طهرك قاصـدٌ |
ومناضلٍ بجبـال نـاركِ هائمـا |
نابلسُ يا طيب المدائـن شمّـري |
فشذى الجنان على جبالـكِ نسّمـا |
يا قمّة المجد الأبـيّ ألا اشمخـي |
فالمجد في أحضان تربكِ قد نمـا |
أنشودة الأحرار أنتِ وأنـتِ مـن |
عزف الشهيد اللحن في لغة الدمـا |
العزّ بات على سفوحـكِ واقـفاً |
والمجد أضحى فـي ذراكِ متيّمـا |
البدر عقدٌ فـوق صـدركِ ماثـلٌ |
والنجم بات على زنادك معصمـا |
نابلس يا أمّـي الحنـون تجمّلـي |
بالصّبر فالآساد تحمـي للحمـى |
هذي العمالقـة الأسـود توثّبـت |
أيطالها بالبغـي أقـزام الدّمـى؟؟ |
هـذي المنيّـة كلّنـا ستصـيـبه |
شاء الفتى أم كان فيهـا مرغمـا |
أمـا الدّنيّة فالمنـيّـة دونـهـا |
فالحرّ إن يدعُ الهوان استعصما |
يا حرّةً شدّي الإزار على الطّـوى |
فعروض ذلّك لا تساوي درهمـا |
الأسد تزأر من عرينـك مهجتـي |
والخيل في ساح البطولة حمحمـا |
دخل البغاث على ثراكِ وما دروا |
أنّ الثّرى بلظاه يخفـي ضيغمـا |
نابلس إرمي باللظى جيش الدّمـى |
فالله في سمر السواعد قـد رمـى |
يا رميةً في الصّدر تشفي صدرنا |
كالثّلج في حرّ الهجير على الظّمـا |
صبّي جبال النار أعمـدة اللظـى |
ودعي جبالـكِ تستحيـل جهنمـا |
هذي الشراذم قـد بغـت فتأهبـي |
لا تبقِ خلـف فلولهـنّ شراذمـا |
هذا فتاكِ الى الوغى حثّ الخطـى |
يهوى المنيّة في القنا وسط الدمـا |
أخذَت عليه العهد مهجـة روحـه |
ألا يعـود الـى الديـار فأقسمـا |
قـد بـاع نفسـاً للإلـه بجـنّـةٍ |
هولن يعود الـى رحالـكِ سالمـا |
هـذا منـاه وفـي المنيّـة منيـةٌ |
ليس المنى أن يستطيب المطعمـا |
أوَيستوي من جـاد يخـدم دينـه |
مع من هوى اللذات أضحى خادما؟ |
أو هل يقارن مـن يعظّـم ربـه |
مع من أتى دنيا هـواه فعظّمـا؟؟ |
نابلس يا أرض الطهـارة أرقبـي |
جند الإلـه فمـن ثـراكِ تيمّمـا |
لله وجّـه ركعـةً صلـى بـهـا |
ثمّ امتطى نحو المعالـي محرمـا |
قد خـطّ دربـاً للجنـان بخطـوه |
ومضـى أبيّـاً ثابتـاً ومقاومـا |
هذي القوافل للمعالي قـد سـرت |
وغدت نجوم الكون تنتظم السمـا |
تهدي جموع السائرين على الثرى |
هذا السبيل ومـا سـواه فبئسمـا |
أعراس عزّكِ يا حبيبة زغـردت |
فالحور ترقب في الجنـان ملثّمـا |
بدمائنـا سنقيـم أعراسـاً لـنـا |
ونقيـم فيهـا للـعـدوّ مآتـمـا |
من دفق جرح بنيكِ نسرج بالضيا |
مسرى رسول الله إن هـو أعتمـا |
سنعيدهـا حطيـن نرفعـه اللـوا |
فالنصر من هذي الجموع تبسّمـا |
يا دولـة الطغيـان إنّ صلاحنـا |
قد عـاد ممتشـق القنـا متجهّمـا |
ركن المظالم لـن يطـول بقـاؤه |
سنعيـده بعـد العـلـوّ مهـدّمـا |
ما خاب من حمل اللواء مجاهـداً |
ما خاب من لله أخلـص وانتمـى |
إن تتقنوا لغة الرصاص بصدرنـا |
قمنا الى الرشـاش أسكتنـا الفمـا |
فلتنطلق منـه الحـروف قنابـلاً |
لتحيـل أفصحهـم لساناً أبكمـا |
ما عاد في لغة الحراب مع العـدا |
خرسٌ ولا صوتٌ هنـاك مكمّمـا |
نابلـس كونـي للأحبّـة بلسمـا |
وعلى الصهاينـة اللئـام جهنّمـا |
هذي الحواجز ليس تحبس عزمنـا |
فالعزم فينا قد سمـا فـوق السمـا |
سنعيده الأقصى ونرجـع عهـده |
ونعيـد للأمجـاد فيـه مواسمـا |
فلترقبوا فظـلام حلكتكـم مضـى |
ونهارنا الوضـاء أقبـل باسمـا |
(بنت المسرى عضو رابطة ادباء بيت المقدس) |
 |