لعل الصورة تنطق يوماً.. منّيت نفسى وأنا أطالع البسمة الباهتة التى كانت فيما يبدو بأمر المصور.. وذلك القميص الداكن الذى أُحكم إغلاقه ليدع ربطة العنق الزاهية تستقر فى وقار .. أحببت اختياراته .. لكن ..ربما لو كنت إمرأته.. كنت أشرت عليه بربطة عنق أخرى تلائم لون عينيه.. أوقن أنها لم تنتبه يوماً للون عينيه.. بل أوقن أنها لم تنظر يوماً فى عينيه.. لعلها شُغِلَت بعينيها كما تفعل كل الزوجات..وربما كنت نبهته إلى استدعاء ابتسامته الحلوة إلى وجهه أوان التصوير.. ولم أكن لأنسى أن أذكّره بأن يتحاشى تقطيبة جبينه التى أعشقها.. لكنها ستكون فى الصورة انفعالاً فى غير موضعه.. وربما..

صورته تؤنسنى.. وهو لا يملّ النظر إلى عينى.. رغم أنه لم ير يوماً لون عينى..
صمته يثيرنى.. وكأنى أسمعه يقول: سأصمت الآن ..
ويقول ثانية: سأصمت الآن..
ويُعاود القول :سأصمت الآن ..يا غاليتى.. فهذا أوان الصمت
وكأن الإطار المذهب الذى يحيط بصورته يقيد عينيه ولسانه.. فهو يرانى.. بلا عينين
ويُحادثنى .. بلا لسان

عانقت الإطار فجرحتنى حوافه الحادة..و لكنى برغم ذلك .. تمنيت له ليلة سعيدة