مونو....فوبيا
في قلب العالم تقع دولة مونوفوبيا حيث يحدها من الشمال قارة النبلاء ومن الشرق قارة ألأغنياء ومن الجنوب قارة النائمين ومن الغرب قارة الطماعين
حاكم دولة مونوفوبيا حاكم حازم ينعم شعبه تحت خط الفقر ولا يدخر هذا الحاكم جهدا" في إسعاد شعبه بالهموم فهو يعرف جيدا كيف يوزع الهم على العامة بالعدل فترى الشعب أصابته تخمة الغم وتبدوا براءة البؤس على الوجوه وحلاوة الانكسار في هذا التواضع العظيم لهذا الشعب الذي لا يمل من الجرى وراء كسب عيشه.
والعجيب قدرة شعب مونوفوبيا على التغلب على أي سموم بألأطعمة التي يتناولها أو بالخبز المحشو عمدا بالأتربة والأحجار الصغيرة والمسامير ليزداد هذا الشعب صمودا
مونوفوبيا شعب متواضع في أكلة وملبسة يطيع حاكمه طاعة عمياء ويتميز بالصبر والأمل.
استطاع هذا القائد أن يخلص شعبه من مساوئ الضحك خوفا على صرامتهم في مواجهة الحياة وهو لا يحب التفاؤل ويتخذ حراسه كل الاحتياطات اللازمة لحمايتة من الحاقدين ولديه قدرة رائعة في مواجهة الأفكار الهدامة التي قد تفسد هذا الشعب لذلك هو حريص بكل الطرق على أهدافه النبيلة.
ذات يوم رأى حاكم مونو....فوبيا حلما" أفزعه فقام واستدعى حراسه وأمر وزيره أبو رجل مسلوخة فاعتقلهم كيف يحلم الزعيم حلما مفزعا وأنتم حوله وكثف الحراسات وتكرر الحلم ويتكرر الاعتقال دون جدوى وذات مرة أشار عليه بعض ممن حوله أن يسألوا في عامة الناس عمن يحلم أحلاما جميلة فيرويها للزعيم لعله يصل إلى سر ذاك الحلم المفزع المتكرر.... تردد الزعيم بدايتة.... لكن التكرار أرغمه على قبول الفكرة وأرسل أتباعه بين الناس فنادى مناد لتنفيذ المطلوب.
فى البداية تردد الناس لكنهم خافوا آلا يلبوا فيكون الزعيم عن طريق أجهزته السرية يعرف عنهم أحلامهم وأنهم لم يلبوا ندائه فذهبوا إلى قصر الحاكم.
سألهم الزعيم كيف أنت تحلمون على الرغم أنه ليس لديكم وقت ولماذا لا تنزعجون مثلى من أحلامكم؟؟؟؟
قال أحدهم : سيدي الحاكم أنى رأيت في منامي أن أعيش في قصر كقصرك
وقال الأخر: حلمت إنى أشم وردا جميلا كهذا الذي بقصرك
وقال الأخر : إنى رأيت أنى آكل خبزا رائعا كهذا الذي بقصرك
وقال أخر : إنى حلمت بملابس رائعة كملابس سكان هذا القصر
وقال أخر : سيدي الحاكم رأيت أمرا عجبا أنى أدخل قصرا فيقابلني الحاكم ويمشى معي ويأكل معي ويشاورني في الأمر
ثم قال الذي يليه : أنى حلمت بأن أجناسا من كل بقاع الدنيا جاءت لتتعلم في مونو....فوبيا .
فزع الحاكم من تكرار الأحلام مع أفراد الشعب فاشتط غضبا وأمر باعتقال كل من يحلم
ولا زال الحاكم يفزعه حلم كل ليلة........... ولا تزال مونو.......فوبيا .................
خالد ابراهيم
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي