.:.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


إلَى رُوحِ مَحُمود دَرْوِيش / شَاعِر فِلَسْطِين..

كَـ أثر الفَرَاشَةِ أنتَ..لَن تَزُولْ
فَـ أنتَ فِي ذَاكِرَةِ الأرْضِ المَوجُوعَة مَوْجُودٌ
وَفِي قُلُوبنِا أنتَ نَقشٌ مَحفُور

فِي حَيفَا لَكَ ذِكرَياتٌ فِي كُلّ الزِّقَاق
وَصُورٌ فِي البحْرِ ..لَن تبَهُت
وَلن تَغرقْ
وَفِي سُفُوحِ الكَرمِلِ لَكَ قَصَائِدٌ لن تَذبَل
وَفِي الوَطَنِ لَكَ صَوتٌ لَن يَصمُت

فِي المنَفَى..
فِي المَنفَى كُنتَ البَطَل
وكُنتَ الفَارِسُ الذي لا يهُزُمْ
أشْعَلتَ أبَجَدِيَّتِكَ ثَورَةً / وَثَورَتُكَ لَن تَمُُوت
وَغَرَستَ فِي السُّطُورِ ألغَاما إن تَفَجَّرَت فِي الحَنَاجِر
طَلَّ الرَّبِيِع
وَقَصَائِدٌ دُونَ دِرَايَةٍ مِنَّا تُبحِرُ بِنَا إلَى سَفَرٍ بَعِيد
فَـ نُحَلِّقُ فِي الأفُقِ مَع النَّوَارِس
وَنُعَانِقُ فِي السَّمَاءِ الكَوَاكِب
وَإن عُدنَا إلَى حَيثُ كُنَّا
فَـ بِصُحبَةِ اليَمَامِ نَعُود
وَأغصَانُ الزَّيتُونِ فِي كَفٍ
والأخرَى تَحْمِلُ السَّنَابِل
والرَّيْحَان عَلى الأكتاَف
وَفِي القَلبِ سَلامٌ مَعقُود
سَلاَمٌ لَن تَصنَع مِثلَهُ البَشَر
سَلامٌ لَن نَجِدَهُ مِن بَعدِكَ إلا مَعَكَ
فِي قَصَائِدِكَ
فِي أشعَارِكَ
فِي ذِكرَاك المَحفُورَةِ عَلى الصُّدُور
عَلَى أشجَار الزَّيتُون
عَلَى أجنِحَة الطُّيُور
وَفِي كُل الأمَاكِن
أجَل..
كُلّ الأمَاكِن
فَقَد كُنتَ لِكُلِّ الشُّعُوبِ أمَل
وَمَا زِلتَ الأمَل
فَـ مَعَكَ آمنّا بِحَتمِيَّة الفَجْرِ قَبل أنْ يَنشَطِر الغَسَق
وَشَعرنَا بِالحُريِّةِ قَبل أن تَنكَسِرَ القُيُود
وَرغْمَ هَشَاشَةِ الوُعُود
زَرَعتَ الأحلامَ فِينَا..فَتكَفَّلَهَا المَطَر
وَظَلّلها اليَقِين
فَأدركْنَا بِأنَا لَسنَا ضَائعِين

مَن بعَدِك..
كيف لنا أن نُصَدِّق بِأنَّ النَّهارَ مُقتَرِب؟
وأنَّ القَيدَ مَكسُور؟
مَن سَيُقنِع العَصَافِيرَ بِالغِنَاء؟
وَمَن سَيُرَدّد وَالنَّاسُ نِيَام "تُصِبحُونَ عَلَى وَطَن؟
مِن سَحَابٍ وَشَجَر
مِن سَرَابٍ وَمَاء"؟


هذا المَسَاءُ فِِي حَيفَا..
نَسمَع صَدَى صَوتِكَ
بأمسِيَةٍ لَن يَجُودَ الزَّمَانُ بِمِثلِهَا
حِينَ أقَمتَ لِحَيفَا عُرسَاً لَن يَتَكَرَّر
مَا زِلنَا نَذكُر كَيفَ هَروَلَت قُلُوبَنَا صَوبَ قَافِيَتك
وَكيفَ كَانَت نَبرَتُكَ الحَادَّة تَتَحَدَّى الغُربَة والإغتِرَاب
وَمَسَافَاتِ الإنتِظَار..
مِنَ المَنفَى إلَى حَيفَا عُدتَ ذَاتَ لِقاء
لِتُخبِر القُلُوب المُشَرَّدَة
بِإنَّه مَا زَال لِلعَودَةِ مَكَان
وَما زَالَ فِي قَلبِ رَصِيدُ صَبرٍ لا يَنفَذ
وَرُوحٌ لا تُهزَم
وَأمَلٌ مُتَجَدَّد..
كَـ حُبّنا لَك
كَـ حُضُورِكَ المُتَجَدّد مَع شَمسِ الصَّبَاح
وَقَمر المَسَاء

مَحمُود دَروِيش
شَاعِرُ فِلسطِين
سَنَفتَقِدُك
سَيفتقدك خُبزُ أمِّكَ
وَقَهوَتَهَا
سَيفتَقِدُكَ الحِصُان الذِي أسرِجَ وَحِيدَاً
وَازدَادَت وحدَته مِن بَعدكَ
سَتبكِي عَليكَ الكَمنجَاتُ
وَستبكِي عَليكَ كُل القُلُوب..

لكِن
عَزَاؤُنَا أنَّكَ وَإن إلَى الأعلَى سَافرت
فَمِن قُلُوبِنَا وأوطَانِنَا لَن تُغَادِر..

11 أغسطس 2008

جَارَةُ الوَادِي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

.:.