هي تحدثني وتخبرني بالآمٍ تجمعت بداخلها وانصهارتٍ لأحلام وتداعياتٍ لأيام
وتردد لم يعد ممكنا, لم يعد ممكنا!
الحياة كربٌ وألم , ولا مجال فيها لفرحٍ ولا لاستنشاق ذراتٍ تناثرت في فضاءات العدم تحمل الدعة والسرور
وأنا هناك أسمعها وأربت على أحزانها وأهدهد مشاعرها.
وأنا هناك!
لازلت أخبرها كيوم كنت هنا تماما منذ أكثر من عقد ونصفٍ مضى من الزمان
وأهمس لها مطمئنةً ومبتسمة
الفرج قريب
ابتسمي (ترى مامن شدة إلا من وراها فرج)
لكنها لاتزال تنتحب
فأضمها تارة
وأشد على يديها أخرى وأطمئنها
أن من بعد انهمار تلك الدموع سينقشع الحزن وتصفو سماء الأماني وتتجدد الأحلام!
تنظر لساعتها وتقول شكرا, علي المضي فهناك محاضرةٌ تنتظر وطالبات
تذهب محدثتي وتبقى أناي تحدث ذاتي
بيد أني مازلت هناك!
لاأجد لي نفسا لأحدثها
ولا ذاتا لأبحر وهمي وربما حلمي فيها
لاشيء سوى الظلام وأقمار انكفأت على ضياع الوهم في مدارج الأماني العذاب
ليس للفرح عمر , وليس للابتسام إلا سماواتٍ من غمام
ليس للقلب غير الشجن وليس للروح سوى الترحال




الرحيل ..





رحلت روحي وحلقت بي بعيدا بعيدا هناك
ويقينا ألقت بي حيث لاقرار ولا استقرار
حيث لاصوت لشيء إلا للعدم
وترانيم لأوجاعٍ عتيقة , مضت من هنا واستوطنت هناك
كثقبٍ أسودٍ يبتلع كل مايتبادر في أفلاك الروح من أقمارٍ قد تتلألأ بالفرح لتصعقها بالترح ثم الترنم بقيثارةٍ تردد معزوفة الاجترار
ليس للقلوب سوى التشظي في عالمٍ لامنطق يحكمه ولا يثمر فيه أي معروف
ليس للقلوب إلا الرحيل
هناك ربما يكون بعضٌ من ألم وبحرٌ متراميٍ من وجع
هناك يتسع رتق الجروح وتنشق الوعود عن جحود
وربما اندلاعٌ لحريقٍ أضرمت نيرانه حمالة الحطب!
عادت محدثتي
تبتسم وكأنما استعادت مرونة الفرح بنفث بعض الجروح
ولعلها شفيت أو قاربت
تحتضنني وتغمرني بقبلات الشكر
وكالعادة أضحك وأتوارى بما أحمل من اندلاع!
وأدندن لحن الخلود على أوتار ذلك المبهم بلا قيود
()