.
.
.

كان يوم عيد , فلم تراق كرامة مصلين في معبدهم وتسال دماؤهم , ليصبح الفرح ترحا , والبسمة دهشة , والضحكة صرخة , والخشوع من قهر دموع ؟! . رغم أننا ننتمي لدين يشيع أتباعه أنه سمح , وأن قواعده تستقى من كتاب مبين , وسنة كالمحجة البيضاء , ومع ذلك يزيغ عنها من أهلها كل هالك , فجرا حين قرأت الخبر عن تفجير كنيسة لنصارى مصر الذين أوصى المصطفى صلى الله عليه وسلم بهم خيرا , وبين أن لنا بهم صهرا , فهم أصهار أبو الأنبياء الخليل , وأخوال إسماعيل ومحمد بن عبد الله صلوات الله عليهم وسلامه جميعا , وأهل المباركة النقية هاجر , وأخوال إبراهيم ابن محمد الأمين صلى الله عليه وسلم وأهل مارية المصرية (القبطية) نجد اليوم أن أتباع هذا النبي المجيد يرجعون القهقرى , ويتنكبون الصراط المستقيم , ولعلي أبصر شيئا من مشهد الحوض حين يدفع أناس عنه فيقول أصيحابي أصيحابي , فيقال لاتدري ما أحدثوا بعدك , ليقول عليه الصلاة والسلام سحقا سحقا لمن بدل بعدي ! .

يا ترى ماذا يريدون أن يفعلوا؟ أو يثبتوا ؟ . أنهم مثلا أقوياء , فليست القوى باتباع الهوى ولا الذي يصرع الغافلين , إذ أن الحديث الصحيح ينص على أن ليس الشديد بالصرعة , إنما االذي يملك نفسه عند الغضب! , أتراهم ضبطوا النفس في الرد على بعض المتعصبين من المخالفين في فهم الإنسانية أو الدين ؟ , أم تولوا عن الكتاب الذي أمر أمرا قطعيا بأن يكون الأمر بالبلاغ المبين , ولو مروا مرور الكرام لوجدوا الآيات تتوالى في توضيح هذا المنهج ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن , ومن شاء فليكفر ) , ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) , ( فإن أجرمت فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون ) مجرد براءة ومضي في الحياة بعد القول والقول فقط ! .

إن كانوا في معتقداتنا كفارا , فنحن في معتقدهم أيضا من الكافرين , والقاعدة أن ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء , وأنه يوم القيامة يفصل الله بينهم فيما هم فيه مختلفون . أوَ ليس نبينا صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر الجيوش حين أطلقها لرفع الظلم وتحرير العباد أنهم سيرون عباد منقطعين في صوامعهم , فلا يمسوهم ولايقربوهم , ولا يروعوهم , وأن يتركوهم في بلادهم آمنين ! أوَ ليس هو الذي أمربألا يهدموا بيتا يعبد الله فيه , وهو خير من عرف الله وعبده!

ياسادة من ظن أن الخوف والقمع يبدل المعتقد , فهو واهم , فقد أثبت خلاف هذا التاريخ , فاقرؤوه , ما ازداد المخالف مع القمع إلا إصرارا , ولن أذهب لتاريخ الصامدين مع الأنبياء والمرسلين , ولكن طالعوا تاريخ أوروبا كيف حين اختلف الكاثوليك مع البروتستانت , ازداد تمسك المخالفين المستضعفين بدينهم وفروا به إلى أبعد قارات الدنيا وظلوا عليه عاكفين , ولم يبارحوه . قبلوا أن يحرقوا , ويقطعوا , وينهشوا , لكن لم تبدل قناعاتهم , ظلوا كما هم يعتقدون , وانظروا معي للعالم الفيزيائي جاليليوا الذي اتهم بالهرطقة , وقرروا إحراقه , فثبت رغم أنها ليست بعقيدة تعبدية , وكانت آخر كلماته بعد سماع الحكم although it is round , أيظن هؤلاء المرضى أن بالقوة سيخرجونهم كما يحلمون من الظلمات إلى النور؟!! , أم من الظلمات إلى أعماق بحر لجي من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها , أيها المتمردون الجائرون الضالون , من لم يجعل الله له نورا فماله من نور , وأشهد أنكم من نور الله محرومون .

أنتم جعلتموهم يكرهون الحق لو كنتم أهله , ومن خلالكم . كنتم سببا مباشرا في إعراضهم ورفضهم , وسوقهم إلى ما حرص نبينا الكريم على أن ينجيهم منه.
أيها المستضعفون من إخوتي في الإنسانية من المسيحين الطيبين , المشاركون لنا في بحبوحة نعم الله وسكنى أرض الله الفسيحة أسأل الله أن يرفع عنكم الظلم والكرب , وأن يبدل خوفكم آمنا , ويكون لكم نصيرا على كل ظالم ومفتر , أحبة الخير والنور والجمال , الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما , فاعلموا أن الله معكم وسيجعل لكم فرجا ويرزقكم من حيث لا تحتسبون أمنا وكرامة , فقد كرم الله ابن آدم ولم يخص بذلك عرق أو لون , وحرم الاضطهاد حين يختلف الدين .

اليوم أشهدكم أنني فيما تمرون به معكم , مع المسيحين
وليتذكر كل متكبر في الأرض باسم الدين أو السلطة أو الهوى أن الله نصير المظلومين
وأن ما علينا إلا البلاغ المبين