أمرُ الهوى في العاشقين لسارِ
يبني الأمل يعلو شفيراً هارِ
وإذا قضى أمراً يُنفَّذُ حكمهُ
وكأنّهُ ملكٌ على الأقدارِ
ليس الهوى بمسالمٍ ذي عفّةٍ
حتى ولو يصفو من الأكدارِ
وكأنّما السّحرُ الذي في كفِّهِ
شهباً تقدِّمها أكفّ النّارِ
ما بين حبٍ بالزّوال مهدّد
وغروب شمس في صباحِ نهارِ
أو بين قلبٍ بالجوى متضمّخُ
وفضائلُ الأنثى من الأحرارِ
أكفُّ نيران الهوى و لربما
تُخْفي شفاهي بالسكوتِ شراري
ولو اسْتزدتُ الصّمْت أخْرس فمّهُ
إذ في السِّكوت لأنتِ في إضماري
أشكو بعادَكِ لي وأنتِ بمنزلٍ
لولا الضلوع بدوتِ للأنظارِ
قلبي تيقن أنّكِ فوق الرّؤى
أنت الأميرة والحجاب يواري
ثوبُ الحياءِ يعفّ كلّ أميرة
تأبى لعفتها التحاف العارِ
أنثى إذا لبست دروع حيائها
قذفت عيون الناظرين بنارِ
لا فرق بين خمارها في لونه
وسواد أعينها وظلٍ سارِ
تود لو جعلتْ بياضَ نقائها
متقنّعا بحبَابِ ِ ماء جار
يصاحبُ العلياء كلّ تواضعٍ
للْودِّ في أثنائهنّ مجارِ
وتشدُّ نحو الْمكْرُمات فضائلٌ
بحبال ودٍّ في يد الأقدارِ
تزداد هماً كلما ذكر الهوى
والفرح كلّ الفرح حين وقارِ
في قلبها تصحو عيونُ فضيلةٍ
وتنام عين خشيةً للعار
أحيي الليالي ساهرا في حبّها
حتى تسافر ظلمة الأسحارِ
قد لاح في ليلي جمال ضيائها
ككواكبٍ جابت محيط مداري
فبحثْتُ في كلّ الوجوه وجدتُها
لتفوق سحراً رؤية الأبصار
جاورْتُ أحلامي وما جاورْتها
ونطقتها كاللحن ضمن حواري
كالشرق نحو الغرب يرجو قُرْبهُ
هيهات بين قلبهاِ وجواري
ولقد يُرى سعيي إليها تهورا
وتُرى كوهم نشوة الأسفارِ
وأراه حبّاً قد أقمتُ بناءه
في قلبها .يا بانياً ببوارِ !!
والنفس قد رضيت بذلك ما أبت
منقادةٌ بحكمةِ المقدارِ
كأنني بئرٌ لها وكأنها
بغياهبه ْ سرٌّ من الأسرار
قد جاورتْ غيري وما عاتبتها
فعتابها سيكون فيه مراري
وتلَهَّب الإحساسُ في مشاعري
بجمرةٍ كشواظ تلك النار
لا حبذا البعدُ الوفي وحبذا
قربٌ لها في خبأة الأستار
ما ازدتُّ فوق الزاد غيرَ حكايةٍ
بروايةٍ جُرفتْ مع التيار