يا صاحبي عن هواها كيف تسألني
أماعلمت بان القلب يهواها
أماعلمت باني حين أذكرها
تجري عروقي بشيء من بقاياها
كأنها الخيل تعدو في أعنتها
إلى فؤادي حنينا نحو مرباها
درية من سناها أوقدت قمري
وأشرقت من مدارالفلك عيناها
ذاب الظلام بعينيها وغرتها
وأشرق البدر حسنا من محياها
لم يجلب اللؤلؤ البحري من لجج
بل صير الله لؤلؤة ثناياها
عاد الحديث رحيقا بين أحرفها
كأنه النحل أضحى زهره فاها
خمرية من رحيق الحسن قد شربت
والعطرشيء زهيد من عطاياها
حلت بقلبي فكانت عندما نزلت
طيرا جميلا بكل الحسن قد باهى
حمامة قد بنت أيكا بغربتها
في قلب من ينشد الأيام شكواها
غابت بلا موعد واستودعت دَنِفًا
أمانة في صميم القلب ذكراها
يا صاحبي لا تحرك جمر خاصرتي
سأشعل القلب جمرا حين ألقاها
دع عنك عذلي ولومي إنما طبعت
بين الحنايا حروفا قد كتبناها
تمح الليالي وتبقى مثل ما نقشت
صحائف من قديم الود صغناها
دعني فانك إن ألفيتني طربا
ما ذاك إلا بقايا من حكاياها
أعاتب الريح إن طافت بمقلتها
ولم تزرني بشيء من هداياها
لها الغياب ولي في بعدها وطن
قد غادرالأهل والأصحاب سكناها
يممت دربا سيهديني إلى هدفي
فكل درب يؤدي نحو مجراها
نور يغيب وشمس الحب بازغة
قد خالف الحظ أقدارا مشيناها
يا صاحبي لا تلمني إنني بشر
أخفف الوجد في قلبي لأنساها
تدافع الريح ذكراها وتمطرني
غيثا يبلل أغصاني ويغشاها
ويرتوي من حنين الوجد ان ذكرت
حزني وأسرح في فكري لألقاها
إني استشرتك فأصدق في مشاورتي
هل أذكر الحب أم أسلى فأنساها