رسالة مستعجله من عربي مبصر
الظلمُ يصرعُ أهله)= والفرح تبلعه المنيهْ
والبعض يقتل نصفه= والشعب قد بات الضحيهْ
الكل يضحك مع أساهُ= وإنه شر البليهْ
والكلُّ يعشق نفسه= قبل المقاومهْ والقضيهْ

هل هذه أخلاقُ أبناء البشرْ
هل هذه أخلاق جعفرَ أو عليٍّ أو عمرْ
لا والذي جعل السماءَ بعيدةً وعليةً
لا والذي جعل الحياةْ تموتُ من دون المطرْ
ما هذه أخلاقنا
لكنها أخلاق عربٍ قد تأمرك بعضهم....
من بعد فقئ عيونهمْ
فتراهمُ لا يقدرون على المسير أو النظرْ
ولقد تنازل بعضهم عن كل شبرٍ من كرامةِ نفسهم
حتى غدوا لا يشعرونَ ككل أصناف البقرْ
عذرا لقطعان البقرْ
ما كنت أقصد أن أشوهَ صورة البقر الذي
لو جاء ذئب كي يحلَّ ببيتهم
لرأيتهم يفنون كل حياتهم من أجل أن يحيا الوطن
من غير بردٍ أو خطرْ
أين الوطنْ ..... أو أين قدس عروبتي وحبيبتي
أنا في حياتي كلها ما كنت قد شاهدتها....
إلا ببعض من صورْ
أنظر لغزةَ هاشمٍ
سترى الدمارِ على الطفولة جاثما
وكأنه صار القدر
أو قد تأول كل ذلك أن غزة قد تعرّت لحظةً.....
فتناهشت قطط الشوارع والقوارض لحمها
حتى تلاشت كلها وتغيّبا هي والأثرْ
والبعض قال بأن زلزال تسونامي كان من وقت هنا
قد بثَّ كل سمومه في أرض غزة وانتحرْ
هو كل شيءٍ خاربٌ ومقيدٌ ومعلقٌ من ركبتيه كنعجة
قد رش بعض الملح في احداقها....
من ثم دُسّت في العراء وحيدةً عمياء تفتقد البصرْ
انظر لغزة كيف بات رجالها متقلصين كنكزة صوفيه
فُُضت بكارة صوفها في الماء دون شعورها...
فتقلصت حتى (كَأنها) بين كفيّ غاصبٍ
أخذت تعود من الشباب الى الطفولة والصغرْ
يا صاحبي
أنْ كنت أنت ببطن غزة أو بحيفا أوبيافا أو ببطن حمامة
سيجيء دورك لامفرْ
سيجيء دورك في الخنوع فلا تخف يا صاحبي
ما دام عربك نائمين على الأرائك سالمين منعمينْ
ستظل حتما تنتظرْ
إن الأعارب عندنا
باعوا العقول مع الفكرْ
ما عاد ينفعهم صديقي أي قول أو عِبرْ
انظر اليهم لحظةً ستراهمُ يخشون من كل الجبال
ويفرحون بعيشة بين الحفرْ