هل تسمح..؟
بأن أبكي على صدرك
يأن أصرخ..
بأن أشكي
بدمع نصْلُه يجرح..؟
هل تسمح..؟
بأن تتنهد الرئتان
بأجيج نافس البركان
حد لهيبه يفضح..؟
هل تسمح..؟
بأن أضع عن شموخي تاجه المستكين
فتتحسس قسمات ابتسامتي
المهترءة بالأنين..؟
هل تسمح..؟
أن تراني وأنا أترنح في قبضة الريح
سحابة تبكي ولا نهاية لممشاها..فتستريح
عصفور غناءه كزائر الضريح
هل تسمح..؟
بلحظة ضعف بين يديك..
أضمد فيها تقرحات أشواك الطريق..
وأحدثك بعيني..
عن شتاء بلا مطر..
عن نجوم تبحث عن قمر..
عن قلبٍ أرَّقـه الرحيــل..
ومزَّقه طول الســــفر..
عن قنديلي الحزين..
عن شكَّات الحنين..
عن مهاجرٍ..تائه في أزقّـة العالمين..
فهل تسمح..؟
أن أخبرك بالجرح الدفين..
بإكتواء النبض..
بارتعاشة قلبٍ..منكَسِر الجبين
هل تسمح..بعاصفتي..؟
وإن هزّت ضلوع جوانح أركانك
بأشلاء مبعثرة..
تعطل سير أقمارك..؟
هل تسمح..؟
بأن تسمع..
تَهَدُّمَ أطلالِ غدٍ
عاش حلماً في المآقي حتى جَمَــد..
هل تسمح..؟
باعترافات مكابرٍ
أنه أبداً ما انتصر..!
وان الاستسلام قاسٍ
فهو بصموده..غَدَر..
هل تسمح..؟
أن انزع أمامك عن الروح ثيابها
كاشفة عن طعنات زمنٍ
غائرة..لا اندملت ولا الوجع بَرَح
هل تسمح..
بصدق حقيقي..
بصمت وحزن وخوف حقيقي..
بشجن ذبيح..
بدرب كسيح
يقاطع ممشاك بتعاريج
خُطى..جريح
هل تسمح..
أن اترك في خطوط يديك عمري..؟
أن أبكي في عروق قلبك..أملي..؟
فهل تسمح..
بأن أسري بظلام شكِّي للإيمان
قبيل رحيلي للحرمان
فقلبي متعب..متعب
وأحزاني بلا شطئان..
فكن وطنا لأيامي ولو يوما..
فقد عاش في الدنا عمري..
بلا عنوان..
فهل تسمح...
بأن يجثو لديك هذيان الجنون..
حين يفيق من سباته..
لحظـــة...!!
فَــ يُحتَضَر..
ثم تغشاه الجفـــونـ..
!
!
فهل تسمح؟