دقات متتابعة..
تفصلها لحظات تردد..
أرّقت قلبي..
ايقظت حواسي..
فإذا بي ..
أجده واقفاً على اعتابي..
صامتاً ..شارداً
فألْجمَ أعصابي..
والتقت عينانا..
فرأيت فيه..أسئلة..
تبحت عن جوابي..
واحترت معه..
وجانبتْني..فراسة صوابي
فأجْلسني..
وتساءل بملامحٍ جامدة..
رزق الطير يأتيه طوعا..
في الحرب والسلم..
فلم تهاجر الحمائم في اسراب..؟
ومابال لحن الكمان حزيناً..
وفي فرحته دوما..خشونة الأنداب..؟
وصوت الناي أبدا يبكي..
كمن وارى حبيبه ثرى التراب..
ونعى الحنان بغصة..
توترت لها أهدابي..
جاءني..
يتساءل عن فرحة العيد..
عن معناها..
عن سكْرة الوهم..
عن سفن السحاب..
جاءني باحثاً عن النور..
في عتمة الأركان..
متسائلا..عن مدى..
صدق السراب..!
ونزع عنه ثيابا أجهدته زمنا..
ليبدلها..بأثوابي..
ويخبرني كم لاقى في الزمان..
من مخادعٍ..أفّاقٍ..وكذّاب..
وكم ضجر من عروبته..
ومن صمته فوق العذاب..
وكم أنهكته الخطوب..
من فواجع الدهر..وتلون الأصحاب..
وكم سار في الدنا..
متعبا..غريبا..
لكنه مازال وطنا ,,لكل الأغراب!!
وساد السكون على صمته..
فزاغت عيناه..بإكتئاب..
واقترب مني..فرأيت
في جوفه دمعاً..يغمره بانسياب..
جاءني رفيقي..
ليبكي الحياة في محرابي..
وامسك يدي لأعاهده..
فعاهدني هو..!!
الا نكون ابدا كضوء خابِ..
وألا نضيّع بعضنا..
ولو مُلِئَت الدنيا..خراب..
وان نمحو من قواميس لغاتنا..
مفردات حروف..انسحاب..
ومنذ حينها والعهد قائمة عليه..
فهل لديك لإفلات يدي منك..بعض اسبابِ..؟
لا تقل لبعض..زمن..
فمن يدري..
في اي حين..يتربص بالروح المصاب..
أو..هل سيتعقد هذيان طلاسمي..
وتأتيني ..
فتعجز عن فكِّ..خطوط كتابي!
وما ظننتك حينها..
تحمل ان تلقى من القلب ..جلّ عتابي..
لا..أنا لا أناديك..
فدم..كما ارتئيت ماكثاً..
دون اقترابي..
هي فقط..بعض تباريح الفؤاد
حينما ناءت مقصلتي بالآلام..
جاءت بي لتذكرك..
برجل..
علمني يوماً..
ان أثقل الشكوى..
ان تكون من الأحباب..!

شيماء