عِيدٌ..









ارجعوا للوراءِ.. قليلاً..


على بُعد ظلَّين ثَم قلوبٌ


نسيتم براءاتها نازفاتٍ طفولاتها في مصبِّ السماء..


أدرِكوا النبع..


إن فراشاته تتبخر..


يأكلها لهب الأرضِ


تلتهم النار ألوانَها.. وتُحيل تهاويلَها البابليةَ كفَّ رمادْ..


ارجعوا للوراء..


ثَم مرعى خصيبٌ


يَكُفُّ اجترارَ بهائِمِكم جوعَ سبعٍ شدادْ


ثَم ظلٌّ ظليلٌ


يُكفكف أدمعَ هذا العناءْ


أولم يأتكم نبأٌ عنكم الآن


أو قبل مِيلٍ فقط؟!


أُفرِغت واعياتٌ لكم من رحيق الغناءْ


وقصائدكم..


جُرِّدتْ من ثياب الموسيقى


وأمست مشائيمَ


تنهشها لفحاتُ العراءْ!


قبل ميلٍ فقط...


خطواتٌ لكم شُرِّدت في الهباءْ..


ليتكم لم تَجُوزوا المشاتل ركضاً!


فقد فات يومٌ بألف قصيدة عطرٍ وألفِ انتشاءْ..


أيها المُمْحِلون الأُلى استبدلوا الشر بالخيرِ


والجدبَ بالخضرة الضاحكةْ!!


إن أعيادكم...


قدَّمَتْها العوادي قرابينَ زُلفى


لآلهة الظلمة الحالكةْ!!


فاشرَقوا بالتهاني العَبوسةِ


والقبُلات العقيمةِ والشائكةْ!


عانِقوكم دُمى لدمىً ..


ويداً صلبةً ليدٍ


وابعثوا ـ عبثاً ـ من رُموس التكلفِ


تلك التحياتِ والجُملَ الهالكةْ..


(كلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ)


(من العائدينَ.. من الفائزينَ..)


وماذا تقولون أيضاً؟ .. (عساكم...) إلى آخر السطر..


يا لَلعجيبة!


أمست ـ بمنطقكم ـ لغةُ القلب متروكةً تاركةْ..


ارجعوا..


ثمَّ طقسٌ نسيتم عزائمهُ


وغناءٌ أضعتم تقاسيمَه في زحام العواءْ!


ثَم (عيدٌ سعيدٌ)..


حقيقٌ به أن يكون بكم دائمَ الظل..


إما تكونوا لصلصاله الروحَ


أو أن يكون لكم جوهراً ..


فاصعدوا للضياء الهناء الصفاء...


ارجعوا للوراءْ !!



2/10/1430هـ