إطلالة من شرفة المجد ..
عبد المنعم حسن محمد
أيها المجْدُ .. هل تذوقْتَ شَهدي؟!
بيَ يصحو المَدى ويُخصِبُ بعدي ..
أنا مِن تِلْكُم الرمالِ .. استمدَّتْ
يقظةَ الفجر من تهاويل سُهدي
هل رأيتَ الرياح تجري رُخاءً
تُنعِش البحرَ بين جَزْرٍ ومَدٍّ ؟!!
أنا علمتُها ! ولمَّا أُسابقْ
سلحفاء الزمان .. والقصدُ قصدي
البراكين حين تغلي .. وتغلي
وتُغالي في غيظها المستبِدِّ
من شواظي .. أو من دمي حين يغلي
قدَحَتْ في الشتاء !! والزَّندُ زَندي ..
أنا .. كالنجمة استدل بها السَّا
ري على قصده بأيسر جهدِ
ذاكَ ! أني رأيت فيما يرى اليقـ
ـظانُ .. أن النهارَ والليلَ عندي !
فإذا أَظلَمَ الوجودُ .. أُناجي
ربه .. والدموع تُغرِق خدي
وإذا أشرقت رؤاه .. أُباهي
طالبي جَنةِ الفناء بزُهدي
ههنا الدهرُ .. حيث روحي انكشافٌ
وقريبٌ من مطمحي كلُّ بُعدِ
وأمانيَّ دانياتٌ دنوَّ النـَّ
ـصْرِ من فارس الوغى المستعدِّ !
ليس غيري !! ولا أبالي بغيري
ملءُ نبضي وملءُ قلبي التحدّي
(وقَفَ الناسُ .. ينظرون جميعاً
كيف أبني قواعدَ المجدِ .. وحدي)
(غيرُ مُجْدٍ في ملتي واعتقادي)
ثُلُثا كلِّ همتي .. غيرُ مُجْد !!
ملَّتي قالَبُ الكمال .. وبعضي
في اعتقادي .. أتمُّ من كلِّ صَلْدِ
أنا دنياي وحدها دُنيواتٌ
بيْ مُنى ذِي إذا شكتْ تلك فَقْدي !
أنا فردٌ في أُمَّةٍ .. وحياتي
حَيَواتٌ .. واهْنأْ بألحان ضِدِّ !!!
أنا عبدٌ .. وَسادةُ الأرض طرًّا
تنْتضي العيش من وساوس عبدِ ..
بِعْتُ للخُلد طارِفِي وتَليدي
ومِن اللهِ خالقي ابْتَعْتُ خُلدي ...
مُذْ حَزَمْتُ المتاعَ جَوْهَرْتُ دربي
وتخلَّصْتُ من دفائن حقدي !
ومَنَحْتُ الجميعَ فردوسَ حُبٍّ
وسنا يقظةٍ .. ومشعل رُشْدِ
طُوِيَتْ صفحةُ الحنين .. وقارَضْـ
ـتُ زمانَ الهباء صدًّا بصدِّ
وشمَمْتُ القَتامَ نَدًّا زكيًّا
أطهرُ الوحيِ طُهرُ أنفاس نَدِّ !
خطوةُ البدء شوكةٌ .. وخُطا آ
خرِ دربِ العُلا بَراعمُ وَرْدِ
أَنْجَزَ الصبرُ وَعْدَه ذاتَ سِلْمٍ
وأنا في الطِّعان أنجزتُ وعدي ..
خُضتُ حربَ الحياة .. والعمرُ بسَّا
مُ المُحيَّا .. وأحرُفُ الصدق جُندي
واليراعُ الرهِيفُ رُمحي .. وطِرسي
بين دهرِي ومُهجتِي خيرُ سَدِّ !!
والحِمامُ الهمومُ .. والبعْثُ شِعرٌ
في سِماطَيْه هبَّ ميلادُ عَهدِ
شِرْعتي رفْرَفَتْ بُنودًا وآما
لاً .. تُضِلُّ العقول ـ حيناً ـ وتهدي
في التباس الرؤى تَساوَى البرايا
هكذا !! فالغبيُّ صنوُ المُجِدِّ
وشفيعُ النُّهى يُرَدُّ .. ومَن يَشـ
ـفَعُ للجِبْسِ ما لَه من مَرَدِّ !!
ادَّعَى العفةَ البليدُ .. وفيما
لم يَكُنْهُ مضى يعيدُ ويُبْدي (!)
وخليقٌ بالعفة الشَِّبقُ الشَّهْــوانُ، والمجدُ للمُجِدِّين مُردِ ...

12 /1429هـ