أضعت عصاي ..




أضعتُ عصاي..


عصاي التي أتوكأ ( حين تزل خطاي )

عليها!


وغالت فجاجُ الغَياباتِ

أحلاميَ الوادعات التي كلما أخرَجْت رأسها للفرار


هششتُ عليها بتلك العصا..

صناديقها انكسرت .. والمآرب


ضلت حظيرةَ صاحبها ... حين ضاعت عصاي!!

** ** **

أضعت عصاي..

وطارت من القفص الأزليِّ العصافيرُ


وانتفضت في المدار براءتُها...

واستحالت غوانيَ من نسل تلك الـ(سعاد)


(سعاد) التي نقضتْ عهدَها
وأشقت – وما أسعدت – عبدَها

بطرف .. كحيل .. غضيض .. وصوت
أَغنَّ.. وما أنجزت وعدها


لقد أسرته بلفتة عينٍ
فلما دنا أبرمت صدها

سعاد التي طيفها كلما
هفا نحوه صعَّرتْ خدها


** ** **


أنادي.. وما ثم أذن تجيب النداء


أفتش عنكِ..

وما من دليل يقود إلى طرف الخيط


أو أثر في التراب..

وما من ترابٍ يصور رسم الخطى..


أو مكان!


أنَقِّب في صخب التيه.. عن نغمة من شعاعٍ..

تزيل شكوك الصدى


كأن المَدا..

فؤادٌ حقود!!


مشاتله حسَكٌ.. ومتاهاته مُلِئت أسهما

ومُدى..


وألحانَ موتى...

تُجاوبُها حشرجاتُ الدماء


ومن بين هذا الضياع..

أنينٌ ضئيل


قداسته لم توقّع على نغمات الهُدى!!

أكاد أُجرَّع كأس الجنون..


أ مِن نُطف الوهم تسَّاقط الفكرُ الجامحات؟!!

وهذا قليب حياتي..


بلادٌ لنسل الفراغ..

ومرعى لغربانه الناعقات..

أمن ثقة الغيب ينبع نهر الخرافة..


كي يستفز النهى القاحلات؟!!

وهذا قليب حياتي..


يغص بماض وآت!

أكاد أغص بآلامي الناهشات..


وساوس ماضيً من صُحُف الطهر حطَّتْ ..

وخطَّتْ أناملُها رغباتِ الخلود


ففيم أُعادَى؟!

وكل بقاي الذي ضاع مني ابتسامٌ وطيف هوى


ودموعٌ عِذاب!!

سأسكب في مسمع الريح لحنَ الهدوء..


وأسخر من زَبَد الغيظ والذاهلين عن الذكريات..

وأرمي الذين تجول سرائرهم في هدوئي


بقهقهة النار..

ألفحهم بنسيم السَّموم!


وأسْلم جنبي..

لرؤيا تُطَوِّف بي حول ماضاع مني..



وجدت عصاي!!

** ** **