أرى اليوم على لبنان غيوم سوداء بخرتها شمس السياسة و المصالح من بحار التفرق و الشتات و كم نخشى ان تمطر هذه الغيوم بمطر اسود لا يبقي و لا يذر و تكون الضحية لبنان الجميلة


فالى اهل المآذن و أهل القباب و أهل الكنائس اعيد هذا النص كاملا ....لما يبرق في الافاق و يرعد لقادم ايام نسأل الله فيها و منها السلام


لبنــانُ عــذرًا... فالحروفُ عتـابُ
والقلـبُ مـمــا قــد دهــاكِ مُصــابُ
مـا عـاد يـسـعـفـُنـا الكـلامُ وأيمــا
لغـة تحـقـّـقُ مـــا يــريــدُ خطــابُ
مـا عـاد يـسعـفُـنـا الكـلامُ وربـما
في الصمتِ سترٌ.. فالحديثُ يباب!
كلمـاتُـنـا عُرجٌ.. خِجالٌ.. لا ترى
صـمّ.. وخُـرسٌ.. ملؤُها أوصـابُ
مـا زادَ في ألـمِ القتـيـلِ شِـــواؤُهُ
أو زاد في شرحِ الضنى الإسهابُ
خمسـون عــامـاً أو تزيدُ ومـالـنـا
إلا الصراخُ ولا نـداءَ يُــجـــــابُ
خمسـون عـاماً أو تزيــدُ يجرُّنــا
حبـلُ الرضوخِ وتُستماط رقـابُ
خمسون عاماً بل تزيدُ وأرضُنــا
جــال اليهودُ بها.. وصالَ كلابُ
بيروتُ يــــــــــــا نور المدائنِ كلِّها
يــــــا دمعـــةً دريّــــةً تنســـابُ
بكِ صخرةٌ زهوُ البحارِ شموخُها
كم جاء يطلبها السكون عبابُ
بيــروتُ ما صمْتُ الشفـــاهِ بغايةٍ
منــعَ الحروفَ عـن الكـلام عَذابُ
عـذرًا إذا غــابَ التغنـي بالهــوى
زمنــي لهيــبٌ.. والبـلادُ خـرابُ
زمنــي يـلمـلـمُ ما تـبـقى يمتــطي
خيــلَ الهروبِ وللهروب ركــابُ
خُـنّـاكِ يا بيـروتُ عُـلّمْنــا الخنــا
في الحربِ لا حبٌ ولا أحـبـــابُ
إنْ كانَ مَن سفك الوريــدَ أحبـــةٌ
فعلامَ تُسـألُ في الهجومِ ذئــابُ؟!
قـانــا... أيا هبةَ الصمودِ بأرضنا
كيف اصطفاكِ من السماءِ ترابُ؟
وبـأي حمرٍ صِرتِ أنـت جميـلـةً
كالكّف حيـن يزيــنُ فيه خضـابُ
لو تسألين.. علامَ يحرقُكِ العدا؟!
شـــاخَ السؤالُ وما أتـاكِ جـوابُ
فالوردُ يُعصــرُ بغيـــةً لعطـورهِ
وكذاك عطرٌ في دمـــــاكِ مذابُ
والتـبـر يُصهـرُ كـي يُصاغَ قلائدًا
و ثراك يقصف كي يُقدّ شهابُ
حقدَ اليهودُ عليكِ أنكِ مَن حمى
عيسى... فهمْ دومًا عليكِ غِضابُ
قتـلوا عصافيرَ الطفولةِ والصبا
فسقى نضـالَ الطـامحين سحـابُ
فالصبرُ يا قـانـا سيـصدحُ بـلبـلاً
ويموتُ غيظًا من بقــاكِ غرابُ
لبنــانُ يا وتـرَ الشمـوخِ ولحنــَهُ
لحبِّ أنتِ.. وما سـواكِ سـرابُ
طيبتِ أنفاسَ العصور فلم تزل
مديونـــةً لورودكِ الأطيــــــــابُ
لبنـــانُ إنْ نـنـوِ البعـــادَ لساعةٍ
يرتــدُّ عن ديــنِ الرحيـــلِ إيــابُ
هيهاتَ تكتمُ في الغرامِ مشاعرًا
لعيون مَن سأل الهوى .. فأجابوا
هم دوروا نهد القصائدِ والغنى
وهـــمُ الذيــن لعشقـهــم أسبـــابُ
وهم الذيــن تعــانـقـتْ أديـــانُهم
فـمــــآذنٌ وكنـــــائــسٌ وقِبـــابُ
بعيونـهم ذابَ الجمــالُ.. فلونُها
صفوُ السماءِ مع المروجِ يُشابُ
أجنــــوبَ لبنـــــانَ الأبّـيَّ بعـــزةٍ
للصـــامدين من المحبِّ خِطــابُ
ولــغـزةٍ أرضِ الأســــودِ تحيـــة
للمجـدِ ممــا قد نسجــتِ ثبــــابُ
آهٍ فلسطيــــن.. تغــذانــــــا الأســى
وتـملمـلتْ مـن لحمنـــا الأنيـــابُ
لا تُفـزعُ الأعــداءَ صرخــةُ حالفٍ
إن اليـميــنَ من الذليــــلِ كِــذابُ
فــي الصبحِ تُسـرقُ للأبي كـرامةٌ
واللــيـل يـربــحُ بالبـغــاء قِحـابُ
لا عـــابـديـن بنـــاةَ بيــتِ عبــادةٍ
لا فـــاتحين سمت بنـــا ألقـــــابُ
خُشـبٌ مسنــدةٌ يلوّنُــهـا الضنـى
فاح الخنوعُ بــهــا فحـــامَ ذبابُ
زمــنٌ نـعـيــذُ الحــبَّ مـِن زلّـاتِـه
فالعــاشقـون بهـمْ وشى الأحبابُ
والنــاظرون إلى الأمــــاني مرفأً
خـانـتـهـُمُ الأمــواجُ والأهــدابُ
يـــا ربّ.. هبْ ما قد وعدتَ فإنّهُ
هـرِمَ الزمــانُ وضاعَ منه شبابُ