سألت شعري و أنا المبتدئ في هذا الفن فقلت له :
|
يا شِعْرُ خَبِّرْني متى |
أرْوي غَليلا للحسودْ |
قل لي أفي أوزانكَ |
طِبًّا له أو في الوجودْ |
إني أرى أنَّ الكمدْ |
قَدْ حَوَّلهْ خَصْماً لدودْ |
أحشائه قد قُطَّعتْ |
في باطنهْ قدّاً قدودْ |
فاسرعْ أشعري و اخبرنْ |
هل من شفا عجِّلْ و جُودْ |
|
|
فأجابني الشعر وقال :
|
قال ارعِني سمعاً و خذْ |
أبياتيا مثل الرُّعودْ |
قرَّضتها حبَّرْتها |
ألبستها دُرْع الجنودْ |
وجَّهتها نحو العِدا |
أغمدتها نحو الغُمودْ |
حتّى خبتْ نيرانهم |
صيَّرتها خمدا خمودْ |
أسكتُّ أفواها حَوَتْ |
في ريقها سمًّا حقودْ |
تهذي و تُبْهِتُ مُنْعَماً |
من غير حدٍّ أو حدودْ |
تُذْكي لهيبا قد خمدْ |
بين الأحبَّةِ و البُجودْ |
من غيبةٍ و نميمةٍ |
زِدْ بُهْتَ غِرٍّ ذا وَقودْ |
خُذْها أخي من غير ما |
تُعطي أجورا أو نقودْ |
من غير شرطٍ يا أخي |
أَوْ إِلْتِزامٍ أو قيودْ |
أرجو بها يا صاحبي |
أجرا عظيما من وَدودْ |
أعني بذا ربَّ السما |
ربَّ الأعالي و الوجودْ |
فامسك و هاكَ قريضياْ |
قرِّضْ بهِ ذاك الحقودْ |
إِقْلَعْ به أضراسهُ |
حتى تُزِلْ ذاك الجحودْ |
إجعلْ بهِ عِبْراً لمنْ |
ألفيته مِثْلَ الصَّلودْ |
فالحقد داءٌ مُضنيٌ |
للقلب فافهم يا حسودْ |
يكوي الحشا بالنار |
أو يحْرِقْ فُؤادكْ باللهوب |
و لربنا من أنعمَ |
تبدي السَّخَطْ أي يا حسودْ |
يُفْلِسْكَ ربي راغماً |
و يزيدنا سَعداً صَعودْ |
فافهم بأن الحاسدَ |
مهما مَكرْ لا لن يسودْ |
في خُلْقِهِ قد شابهَ |
في خُبْثِهِ خبث اليهودْ |
و الحُسْدُ لا لا يبرأُ |
إلا إذا ربي يجودْ |
فارفع يداك لربنا |
و اسأل عسى بُرْءاً يعودْ |
و اعلم بأن القاسمَ |
يعطي الشقا يعطي السُّعودْ |
و النُّوقُ في أضراعها |
إما حلوبا أو جُدُودْ |
و الطُّرْقُ تملا يا فتى |
إما بِشوْكٍ أو ورودْ |
كم أهلك الرحمن أقْـ |
ـواما كعادٍ أو ثمودْ |
و بفضلهِ أنجى ذوي |
طاعاتهِ أهل السجودْ |
فهْو الذي يعطي النِّعَمْ |
و بفضلهِ زالت سدود |
أنْعامهُ لا تُحْتَصِرْ |
من غير عدٍّ أو حدودْ |
و البابُ يُطْرَقْ بالدُّعا |
من دون صدٍّ أو صدود |
فاسلكْ سبيلا للظَّفَرْ |
و اسكُبْ دموعا في الخُدود |
و القلبَ املأ بالهدى |
قرءانُنا ثم السجود |
تنجو و تنعم يا فتى |
بالجنة الخُلْدِ الخلود |
فاهرب بِخُلْقِك يا فتى |
أن تُنْحِيَكْ نحو البُيود |
أخلاقُ قومٍ تُمتَحا |
في مهدها أو في المهود |
قيِّدْ سلوككْ يا فتى |
بالصالحاتِ فذي القيود |
فهي التي تشهد لكَ |
يوم الحَشَرْ نعم الشهودْ |
|
|
ما رأي إخواني في هذه الأبيات ؟ فأنا مبتدئ في هذا الفن و أريد تقويمي و جزاكم الله خيرا
.