إنّي طَرَدْتُكِ مِنْ شِعري ومِنْ أدَبي

كَما طَرَدْتُكِ مِنْ قَلبي ومِنْ هُدُبي

أطْعَمْتُ للأمْسِ عِشْقاً كان يَسْكُنُني

يَقْتاتُ أمسي على الأحزانِ والتَّعَبِ

يا طفلةَ العِشْقِ إنَّ الحُبَّ يَسْكُبني

خمراً، فكيفَ بِفيكِ الخَمْرُ لمْ يَطِبِ؟

لمْ تُدْرِكي أنَّ هَمْسَ الرّوحِ أُغنيةٌ

إنْ لمْ تَعُدْ بالصدى ماتَتْ على الطّرَبِ

مَنْ كانَ يهواكِ ما قَدَّرْتِهِ أبداً

فالحُبُّ مِنْ شاعِرٍ وَحْيٌ بِصَوتِ نبي

أدرَكْتُ أنَّ نِساءَ الكَونِ عاجِزَةٌ

أنْ تَفْهَمَ الشّاعِرَ القِدّيسَ في الكُتُبِ

تَرْجَمْتُ كَيفَ يعيشُ العِشْقُ في مُهَجٍ

صِدْقاً وكَيفَ يَموتُ العِشْقُ بالكَذِبِ

ذَوَّبْتُ شِعْرَ الهوى عِطْراً يَبوحُ بِنا

فَمَا لِروحِكِ بالأشعارِ لمْ تَذُبِ؟

أسكَنْتُكِ العُمْرَ حتّى خَالَني زَمَني

أنّي وَجَدْتُ شِفاءَ الرّوحِ مِنْ وَصَبي

فَكَمْ تَبَدَّيْتِ لي في قَهْوَتي عَبَقاً

وَكَمْ سَهِرْتُكِ ليلاً مَاسَ بالشُّهُبِ

الحُبُّ ليسَ سَريراً صِيْغَ مِنْ خَشَبٍ

الحُبُّ هَمْسٌ يَبُثُّ الرّوحَ في الخَشَبِ

فَكَمْ أتَيْتِ تَمُوئينَ الجوى سَحَراً

يا قِطَّةً لمْ أعُدْ كالأمْسِ للّعِبِ

وَكَمْ لَبِسْتُكِ والرَّعْشاتُ تَزْرَعُني

كالياسمينِ يُحاكي الطَّلّ في السُّحُبِ

مِنْ هاتِفي كَمْ أبُثُّ السِّحْرَ في جُمَلٍ

تَعودُ لي جُمَلي باللّومِ والعَتَبِ

كَمْ كانَ خَطِّيَ بالأسْحارِ مُنْشَغِلاً

تَغيبُ روحي بِهِ والهَمْسُ لمْ يَغِبِ

لا تَغْضَبي مِنْ رَحيلي خَلْفَ قافِيَتي

أنا رَحِيقٌ وأنتِ الرّيحُ تَصْرَخُ بي

لا تَطْلُبي هاتفي فالخَطُّ مُنْشَغِلٌ

ولَنْ أُجيبَ وإنْ أمعَنتِ بالطَّلَبِ