ضمن أمسية جمعية الضاد احتفاء باليوم العالمي للشعر 2014


الجدي
في عيد الأضحى
مر الكبش بجنبي
قلتُ له: مرحى
هذا يوم الحب
فتقدم
لا تخش الذبحا
هذا ابن الشعب
هل تحسبه ضحّى؟
فتعالى
نقتسم الجرحا
نتألم
هذا قلبي
لك أعصره
نصحا
فتكلم
يا خلي خَلِّ الصمتْ
لجنون الموتْ
وتبسمْ ...
....
فتبسم من قولي يبكي
فرحا
وتلعثم
قال سأحكي
ما بالصدر يذيب الوجدانْ:
"قد كانْ
يا ما كانْ
بحظيرتنا
جدي قد كان يحرضنا
في كل صباحْ
كي نلعن كل خروف عفريت تمساح
كي نصعد فوق التل ونعلن ثورتنا
ضد الأشباح
كي ننصر كل كبيش صاحْ
كي نهتف ضد الراعي
ضد الأوجاع
ضد الإقطاع
فالكلأ الممنوح قليل لا يكفينا
والماء الموهوب أجاج لا يروينا
والسور المبني قصير لا يحمينا
....
حاول يوما - من غفلته - أن ينطح راعينا
لكن الراعي أدخله
لفناء القصر
وخبره
بكلام لا ندري
ـــــــــ سبحان عليم الهمسة والسر ـــــــــــ
أوعيد أم وعد
فأتى الجدي الصمد الفرد
فرحا يعدو
في المخ الليل وفي يده المصباحْ
قد قال لنا:
"يا أبنائي الخرفان:
هذا زمن الغدر
عيشوا في السفح أخاف عليكم غدر الذئب السفاح
لا تقتربوا من مجرى النهر أو البحر
أخشى أن يصرعكم عفريت أو أن يبلعكم تمساحْ
إن مر الراعي بعد العصر
أو أشعركم قبل الفجر
صيحوا بالحمد وبالشكر
فلعل الراعي ينقذكم من أهوال الفقر
يا أبنائي الخرفان:
قد كنت جهولا في ماضي الأزمان
واليوم أتوب، أكَفّر عن أخطائي عن زمن البهتانْ
ما كنت أظن الدهر لذيذا حتى الآنْ
حتى ذقت الكلأ الممزوج بنكهة جوعانْ
يا أبنائي الخرفان:
أوصيكم ..أوصيكم بالطاعة بالإيمانْ
غضّوا الأبصار عن الحرمانْ
كونوا مثل العميان
بل كونوا العميان
فالعين تضلل في بعض الأحيانْ
لا تستمعوا لمؤامرة حيكت ضد الجديانْ
صموا الآذانْ
فالله عفا
عما سلفا
يا أولادي الخرفان:
قد يفتنكم أمرانْ
الأول سنبلة صفراءْ
بكتاب ليس له عنوانْ
والثاني ملحمة سوداءْ
سيقود نواصيها تمساح عالي الهمة والشان
يتقدمه جرار عصري كي يحرث أرض الجهل ويزرع بذر الأوثانْ
ووراء الجرار الموبوء يخب حصانْ
وحمامٌ غنى فوق ورود الثورة والعصيانْ
فزنوا بالقسطاس وأوفوا الميزان
....
ناشدت الكبش رويدك أوقف هذي الأشجانْ
أنقذني
هيا اذبحني
واسلخني
حقا إني الكبش وأنت الإنسانْ
.......
.......
لكن الكبش الثائر صاحْ
"باعْ
باعْ
باعْ"