.
في غمضةِ الدهر قامت ليلةُ القدرِ ..وأعلن الكونُ عن ميلادهِ البِكرِ

وأورقَ الـفجرُ والأشجارُ لابسةٌ .. ثوبَ العصافير من طيٍّ ومن نشر

وأزهـرَ الـطلُّ والليمون مبتسمٌ ..والقدس تضحك وسط النار والقهر

وأطـلعَ الـتلُّ وجـهَ الـشمسِ سـنبلةً ..وطـافتِ الليلةُ الغراءُ كالعطر

وأشــرق الـغـارُ بـالـقرآنِ قــال لــهُ ..اقـرأ فـذكرُك يـاطه مـن الـذكر

وماجَ بالأفق جبريلٌ على سررٍ ..والأرضُ كالحبة السمراءِ في القفرِ

وأبـرقَ الـغيمُ والأرجـاءُ نـاضرةٌ ..وأسلمَ الناس وامتدّ الهوى العذري

وجـئتَ يـاسيدَ الـكونين تـحملُنا ..أرواحُـنا البيضُ فوق الزهر والقطرِ

وطـافت الروحُ بالذكرى كأنّ لها ..روحٌ من الذكر في أعصابها يسري

وعـمَّتِ الـفرحةُ الـكبرى وضـاءَ لنا .. بابٌ إلى الله مرصوفٌ على درّ

***

يـالـيلة الـقـدر رحَّــالٌ عـلى وتـرٍ.. هـذا الـفؤادُ ورقّـاصٌ عـلى جـمرِ

مـن أول الـعمر مـشحونٌ يُـؤرِّقنِي .. هـذا الصراعُ وحتى آخرَ العمرِ

مـن رأسِ قـافية الأشعارِ متِّجهٌ .. نحو الشمال وحتى طعنة الصدرِ

يـاأيـها الـشهر يـاضيفا يـغادرنا .. بـاقٍ عـلى الـفجر يـاقيثارةَ الـفجرِ

فـيمَ الـترحُّلُ والإبـكارُ يـاوطناً .. مـن جـنة الـخلدِ يـأتينا على قدرِ ؟!
1435ه - 2014