أفـتـشُ فـيـكِ عــن مـعـنىً جـديـدِ
لأكـتـبَ عـنـكِ فـي هـذي الـبُرُود

وأعـصرُ فـي الـجدار لـعل قطراً
وأبرقُ فوق رابية القصيدِ

وأسـأل فـي خـطى عـينيكِ فوجاً
مــن الـهـمساتِ والـعـطرِ الـفريدِ

أمــا فـي الـليل مـن وعـدٍ قـريبٍ
نـغـيـرُ بـــهِ عـلـى بـيـدٍ وبـيـدِ ؟!

لـنـا فــي الـبحر أحـلامٌ وذكـرى
لـنـا جــزُرٌ مــن الـشـفق الـبـعيدِ

أمـــا تـرضـيـنَ بـالـذكرى مُـنـاخاً
فـتنفرج ُ الـسماءُ عـن الورودِ ؟!

مـعـذبـتـي وفـــوق الـثـغـرِ خـــالٌ
يـهـيجُ عـلـى الـرمـال بـلا جـنود

نـظـمتُ لــه الـكـواكب فــي يـديه
وخضتُ مع العقارب في الخدود

وجـمعت الـذي فـي الـناس طرا
مـــن الــحـزن الـمـطرّف والـتـليد

وعـدتُ مـن الـبنفسجِ فـوق طـيفٍ
رمـــاديٍّ لأشــعـل فــي وريــدي

فـمـا رقَّ الــذي فـي الـقلب مـنهُ
كــأن ّ الـقـلب مــن ذوبِ الـحديد

أفـاتـنـتي الــتـي عُـلّـقـتُ مـنـهـا
شــمـيـمَ الــبـنِّ والــطـرفَ الـرغـيـدِ

أرادونـــي لأكــتـب فـيـك شـعـراً
وأنــت الـشعرُ فـي الـزمنِ الـبليدِ

وتـحـت يـدي يـراعٌ مـال شـجواً
عـلى صـدري من التعبِ الشديدِ

وأوهــامـي الــتـي هـــدّت بـلـيـلٍ
مـسيرَ الـضوءِ فـي قلبي العميدِ

وفــوقَ غـصـونِ روحــي ذكـريـاتٌ
مــكــثَّـفـة ٌ تــجـلـجـلُ كــالــرعـود

ومــــوال ٌ خــرجــتُ بــــهِ حــزيـنٌ
إلــى الـدنيا تـربّى فـي مـهودي

أنـــا كــاسٌ مــن الأوهــام يـبـدو
عـلـى شـفـةٍ مـن الـوهمِ الـحقود

أنــا وطــنٌ مــن الأشـجار أحـيا
بـــــلا مـــــاء ولا طــيــر غــريــد

أنـــا يــمـنٌ يُـسـافـر كـــل يـــوم
إلــى يـمـنٍ يـعـيش ورا الـحـدودِ

أيـاصـنـعاءُ يـاعـطـر َ الــعـذارى
ويـانـفَـسَ الـخـلـودِ مـــن الـخـلود

ويــاوجــهَ الــمـدائـنِ فـــي زمـــانٍ
طـغى فـينا وأوغـل فـي الجحود

مــتــى يــارشَّـةَ الأنــغـامِ نـغـفـو
عــلـى عـيـنـيكِ كـالـنغمِ الـشـرودِ

مـتـى يـالونُ هـذا الـشوقِ نـأوي
إلــى عـشّ فـريدٍ فـي الـوجود ؟!


ترشيح لديوان اليمن