سألتُ العاشقينَ لعينِ ليلى *** أليسَ لعينها سحرٌ يُهابُ

فهم من أسهبوا شعرًا ومدحا *** وهم في وصفها شبُّوا وشابوا

فقالوا إنها حسناءُ قصرٍ *** وليس بحُسْنها شيءٌ يُعابُ

إذا ما بدرها قد غاب يومًا *** *لأجلِ ضيائها تدنو الشهابُ

وكل بعيدةٍ لدمشقَ تصبو *** وبين رحابِها تفنَى الصعابُ

فقلت وما لها والدمُّ نهرٌ *** ويفصلُ بينها والسِّلمِ بابُ

فقالوا جاءها ضيفٌ ثقيلُ *** فدنّسَ أرضها الغرَّا كلابُ

وأزَّ عيالها شيطانُ إنسٍ *** وأدمَى رأسها كَرْهاً غُرابُ

ويدعمُ حرقها أصحابُ كيدٍ *** لتنهشَ ما بقى منها الذئابُ

ولكنّ المُنى في الشرِّ خرقٌ *** فكُفُّوا قبل ما يأتي العقابُ

فكلُّ مغالبٍ لدمشقَ يجثو *** وتحت سيوفِها تُحصى الرقابُ

ويوماً تسكنوا عتماتِ قبرٍ *** ويملأ عينكم فيهِ التُرابُ