رِسِالَةْ إِلَى الوَالِيْ
بقلم : مجدي العوضي


أَدْرِكْ مَقَاصِدَكَ العَلِيِّةَ سَيِّدِيْ *** وَاجْعَلْ طُمُوحَكَ لَا يُقَلْقِلُ مَقْصَدِيْ
وامْرَحْ بِقَصْرِكَ وَاسْتَرِحْ بِفِنَائِهِ *** وَدَعْ الثَّرَى بَعْدَ الفَوَاتِ لِمَرْقَدِيْ
وَالْبِسْ حُلِيَّكَ لِلِمَرَافِقِ وَاعْفِنِيْ *** أَنْ تَسْتَوِيْ تِلْكَ الحَدِيدَةَ فِي يَدِيْ
إِنْ كُنْتْ مَأْوَى لِلِّئَـامِ فَحَسْبُكُمْ *** أَلَّا يُزَجُّ كَرِيمُنَــا فِي الأَبْعَــدِ
أَلَّا يُعَـزُّ المُفْسِـــــــدِينَ مَعَـزَّةً *** وَيُذَلُّ فِي البُلــدانِ غَيرَ المُفْسِـدِ
وَيَصِيرُ إِمَّعَةُ الخَلائِقِ نَاصِحَاً *** مِنْ فَوْقِ مِنْبَرِهِ الخَبِيثِ الكَائِدِ
تِلْكَ البِلَادُ بِلَادُنَا مَهْمَا طَغَتْ *** هِيَ بَدْرُنَا نُورُ الفُؤَادِ الأَوْحَدِ
إِنْ كَانَ فَقْرِيْ لِلبِلاَدِ حَصَانَةً *** سَأجُوعُ يَوْمَاً ثُمَّ آكُلُ فِي الغَدِ
إِنْ كَانَ صَمْتِيْ مِنْ تَمَامِ أَمَانهَا *** أَغْلَقْتُ فَمِيْ ثُّمَّ أَلْزَمُ مِقْعَدِيْ
إِنْ كَانَ ضَرْبِي فِي البِلاَدِ وَغُرْبَتِيْ *** هُوَ عِزّهَا فَلَسْتُ أَوَّلَ عَائِدِ
رِفْقَاً بِقَوْمِكَ قَدْ تَنَالُكَ دَعْوةٌ *** مِنْ صَالِحٍ تَنْفَعُكَ يَوْمَ المَوْعِدِ
إِنْ كُنْتَ لَا تَرْضَى العَدَالَةَ كُلَّهَا *** فُجُدْ بِجُزْءٍ وَاحْتَفِظْ بِالزَّائِدِ