طيفُ الكَرى في طرفِ عيني رفرفا
لمّـــا حبيبُ القلــب في حُضْـني غـفا
كمْ فــارق اللإغفــاءُ عيــني صابـــرًا
واليـــوم طابَ النــومُ في مهــدِ الـــوَفا
فـــــأنا وفــاءُ الطــير عـــــادَ لعشــــّهِ
غــير الهـــنا بالعـــشِّ لا لــن يَعْــــرفا
وأنا كمــــا النهـــرِ الذي طـول المدى
عـن أصْــل جذر الســيل لا لن يَحْـرفا
قد جــفَّ نهْــري في فراقــِكِ غيـــمتي
والــيوم أفْضـى المــاءُ نــهري واكتفى
جودي بغيثي غيمتي ثمّ اسقني
كأس الهنا يروي الوريد الأجوفا
قد كنتُ قبلَ اليومِ جذعًا دارسًا
لمّا رأيتُ الحبّ غُصْني أورَفا
يا نفـــْحَة المـــسْك الـّـتــي في عطفِـــها
أروتْ ظــماء القــلب, والقــلبُ اشتــــفى
اليــوم أغمــضْـــتُ العـــيونَ قـــريــــرةً
بــردُ الفـُـراقِ المـــــرّ كُلـّل بالــــدّفا
هيَ مهْجـتي في البُـــعدِ صانــتْ منـزلي
وإذا التَـــقتْ أحْضــانُنــا البــــؤسُ اختفي
فاغْمرْ إلهي بالسُرور فـُؤادها
وبصحةٍ دامتْ بجاه المصْطفى
واكتبْ على تلكَ العيونِ سعادةً
وبغير دمْع الفرْحِ أنْ لنْ تَـذرفــا