مستلقية على فراش العتمة و مع هذا ليس عنادا أو صمودا مني أن أرى خيوط الظلام خيطا لفجر ساطع آت عبر مبرمجات جذابة..هي الحقيقة الساطعة أمامي أتنفس كل لحظة هواءها..
ما أدراني إن كان الموكب قد سار لغير الطريق التي اخترتها ..ما أدراني إن كانت هي الطريق التي اخترتها أو هي الطريق ذاتها إنما بمنعرجات و بخارطة مختلفة عما كان بذهني..عما برمجته عما صممت جزئياته..كأن الطريق الوحيد التي وثقت بها لابد أن تمر بخطى كلاسيكية متعود عليها من طرف الجميع..
ربما آن الأوان أن أعترف لنفسي أن الطريق آخذة في الابتعاد أكثر..ضبابها يلاحقني و الغمام اكتسح السماء.. و ما عادت الرؤية واضحة.. حجر اجتمع على حافة المعبر.. تعثرت فيه مرارا..أأكون قد أخطأت خط الوصول؟ أتهيأ لي أن النجاة كانت عبر هذا المنعرج ؟أتوقفت في باحات عدة.. ما كان علي التوقف فيها؟ ألذة الاستراحة و التمتع بجمال الطبيعة ما كان حقي ؟ أكان علي أن أواصل طريقي حتى لا ينفلت مني خيط الكوكبة؟ أكان علي أن أسير خطاهم و عبر بوصلاتهم ولا أقتني لنفسي وصفات منفردة للسفر؟ أم أن سفري كان باطلا منذ البداية ؟
هل العطب كان بوسيلة سفري؟ أم بمحتويات الزاد الذي أشبعته بريقا و لمعانا؟ أكان علي أن أكتفي بالضروريات و أسحب الكماليات لأنها تثقل دون فائدة ؟
و هل فات الوقت الآن؟ هل التيه سيتغلغل تفكيري أم سأستأصله و أرحب بالنور الذي سطع بداخلي فجأة؟.. ليهمس لي أن الأوان لم يفت بعد.. و أن يوما جديدا مشرقا سيعلمني حب الحياة من جديد ..
إذن واصلي يا أيتها النفس المطمئنة بداخلي برنامج رحلتك بناموس جديد و بنفس آخر دون ندم على ما هدر و ضاع..
ندى يزوغ
المغرب