شجرة مغرورة بالندى
- 1 –
رَحِيقُكِ يملأُ كؤوسَ الغُرباءِ
فيثملون ...
وبـالوفاءِ يعرجونَ
ولأزهارهم يسري الحنين
فيسرقون لحنَ العندليب
- 2 -
سيأتي ليلٌ
وقد لملمَ الربيعُ أَزهارَه
ولبسَ الدهرُ تجاعيدَ الضجيج
فتَأكلُ الفَرحَ أَيَّامٌ عجاف
هباءً ..
نضحتْ براءتُكِ أَنهاراً من الجمالِ
وذبلت من البردِ غضارةُ الغصون
والظمأُ كَسَّرَ كؤوسَ الرضاب
- 3 –
خَلفَ المساءِ لَحنٌ تلاشى
شمسٌ تاهَتْ بينَ أَسرابِ النجوم
قَوافلُ الدمعِ تستردُ أُمسياتِ الربيع
وليسَ سِوى صدًى ...
وندمٍ يستفيقُ من غبارِ الذكريات
وانتفاضة وجع قديم
- 4 -
إذا لَاعَبَ المدُّ ضوءَ القمر
وادلهمتْ أَمواجٌ من حنان مريم
فمن تراقصين ؟
ومن تناغين ؟
وقد شقق الجدبُ حفيفَكِ الفريد
وعَزَفَ في أَزهارِك تصحرٌ وجليد
تُغَنّي أعيادُ الزمانِ - وبهجتها
ترنّمُ البلابل مع الفراشات -
وأغصانُكِ تذوي - في كؤوسٍ من الحجارة -
بصمتِ الأَنين
إِذا الشتاءُ عزفَ على قيثارة الغمام
تجمهرت الأشباحُ والظلامَ
واصفرت قناديلُ الأَمل
فمن تُدَاعِبُ يَداه أَفيائكِ ؟
- 5 -
لا أَكفَ من ياسمين
ولا كركراتٍ من تلكَ الثغور
لا فراشةَ تُرسمُ ولا عصفور
سوى صليل الآهات مع الأَورَاقِ ...
وأَصداءٌ .. تُقَطعُ أصابعَ البدر
- 6 -
تهمهمين أين تفرقَ العُشَّاقُ !!!
لا ماء سوى أَطنانٍ من السَّرابِ
وقرونٍ من وهمِ الانتظار
وبقايا اخضرارٍ على ثلمةِ كأسٍ عَتِيقٍ
نزيفُكِ الظامِئ سينشدُ أَوجاعَ الغرور
وبسمةُ الزهرِ ستفضَحُ كلَّ زيفٍ
عند حين
منتظر السوادي 2/ 6/ 11