أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 26

الموضوع: قفزات فلسطينية ... رواية أنتم تصنعونها(دعوة للمشاركة)

  1. #1
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي قفزات فلسطينية ... رواية أنتم تصنعونها(دعوة للمشاركة)

    البداية

    - دعك من هذه الجلسة التي تضيع بها وقتك يا " فارس " في الحياة أمور كثيرة أجدى وأنفع من تأمل النجوم وكتابة الشعر ..
    - أتعلم يا "نائل " هذه النجوم تطاردني ، أحس معها بعذابات كل طفل يموت وكل آهة تنطلق على شفاه المحرومين في هذه الدنيا ، أشعر بها تناديني وأحس بلهفتها للقائي ...
    نائل وقد تناول كرسياً وجلس بجوار صديقه في الحديقة الصغيرة التي يوسطها منزله المبني من "الاسبست "
    - والى متى يا صديقي ستبقى تدور في عوالمك الخيالية حول زمن الفروسية والعروبة وتنتظر القادمين من خلف النجوم لكي ينتشلوك من هذا العالم ...
    هناك ابنة خالتك تنتظر أن تخطبها وقد طالت الوعود ، وهناك أم عجوز تستطيع بالكاد أن تلبي طلباتك وأخوتك وتحتاج إلى من يخدمها ، أما والدك فقد أصبح في سن آن له أن يرتاح فيها وأن يترك الزرع والعمل لكي يهنأ باله ويمارس شيخوخته وصلاته في صمت بين جدران بيته وأبنائه ...
    "فارس " وقد تراجع في مقعده إلى الخلف وقال مغمضاً عينيه :
    - أترى ، تتحدث بذات التكرار الذي يرافقني في كل مكان ، نفس الحديث بنفس المنطق والأسباب دائماًُ ، مكرر أنت ككل شيء في هذه الحياة ، لكني لم ولن أكون عدداً يضاف إلى قوانين الأشياء ، متفرد أنا يا صديقي حتى ولو لم تر ذلك ..
    انظر إلى حديقتي الصغيرة التي زرعت كل شيء فيها بنفسي ، لم أزرع من كل شيء اثنين ، زيتونة واحدة ، شجرة برتقال وواحدة ، شجرة خوخ ، شجرة عنب ، نخلة وحيدة ، وشجرة ياسمين تركت لها العنان ، من كل نوع واحدة فقط ، كل نوع تفرد بذاته ، أعطى ما لم يعطه غيره ، قدم لي ما لم يقدمه غيره ، وأنا لن أعيش وأموت هكذا ، في صمت ... لن أكون رقماً يعيش بين الأحياء ثم يسجل في سجلات الأموات ... سأكون شيئاً أو لا أكون ... هكذا أنا حتى ولو لم يعجبك ذلك ..
    الأم العجوز الطيبة على باب المنزل وشاشتها البيضاء تلتف حول وجهها :
    - تفضوا بالداخل فقد جهز طعام العشاء ..
    نائل وهو يلوح بيده :
    - لا داعي يا حجة فقد شربت الشاي ولسوف أمضي ..
    أم فارس :
    - والله الذي لا اله إلا هو لتدخل وتتناول الطعام ، فان كل من بالداخل هم أخوة لك ..
    وبدأت كعادتها تمارس الإلحاح المعروف في فلسطينيي الزمن الذي مضى ...
    فلم يجد نائل بداً من ترك مقعده وتأبط ذراع فارس إلى حيث مائدة الطعام على " الطبلية "
    فارس ضاحكاً :
    - أتمارسين انتقاماً من الرجل يا أماه ، هارب هو من صحن الفول في بيت أم نائل .. ليجده هنا ينتظره وقد فاحت رائحة الثوم من ثناياه ... ارأفي بحال المسكين هداك الله ..
    الأم وهي تلقي بنظرة عتاب على فارس :
    - وهل بعد الفول من طعام ، أنظروا إلى هذه المائدة التي تحتوي أكثر من عشر أصناف لم نكن لنجد نصفها أيام الهجرة ...وكم كنا نتمنى صحناً من الفول فحسب .. ثم أن الجود من الموجود يا ولدي ..
    فارس : وأين هي الأصناف العشرة يا أماه
    الأم : فلتبدأ العدد إذن ، أولها صحن الفول ، ثم طبق الحمص ، ثم صحن الزيتون ، وصحن الزعتر ، وصحن الفلفل الأحمر ، وصحن الجبنة ، والِمش ، وأخيراً الماء والخبز ..
    قهقه نائل ضاحكاً ، بينما بدأ فارس يعيد العد وراءها ... حتى وصل للرقم تسعة ..
    فقال ممازحاً :
    - لكنها تسعة فأين العاشر إذن ...
    الأم في حيرة : أعددتها تسعة ، أنسيت الهواء الذي نتنفسه ويجري في شراييننا ، أليست بنعمة يا ولدي .. تضاف إلى ما سبق ..
    فارس وقد أحس أن العجوز الأمية قد غلبته :
    - نعم نعم ... أستسلم يا أماه ، ونحمد الله على كل حال ..كلوا في صمت فأمامنا ليلة ليلاء ..
    ....
    **********
    في منتصف الليل ...وفي موقع عسكري تغطيه كثافة الأشجار المحيطة ،
    كان فارس يمارس حياة تختلف كثيراً عن التأمل والغوص في أسرار النجوم ..
    كان جزءاً من مشروع تعمل عليه المقاومة الفسطينية منذ سنين ... الجندي الخارق ..
    لهذا كان يخضع لتدريبات مكثفة تبدأ من منتصف الليل ولا تنتهي إلا صباحاً ، كل يوم وبصورة منتظمة منذ سنوات ...
    كانت الفكرة هي تشكيل مجموعة خاصة من المقاومة تستطيع تنفيذ عمليات سريعة في قلب تحصينات العدو والعودة بسرعة إلى حيث كانت ، مجموعة تستطيع تحدي العوامل الجوية ، والتعامل مع الدبابات والجيبات وآليات العدو جميعها ، مجموعة تحفظ لغة عدوها وتتحدث بها بنفس لهجتهم وطريقتهم وأسلوبهم ... تستطيع التخفي وتحمل أقسى وأعنف الظروف ...
    وكان فارس ..متميزاً ..
    فقد أثبت قدرته الفائقة على التعلم واكتساب الخبرات وأبدى شجاعة ليس لها مثيل ، فكان جندياً مثالياً يقتدى به بين جنود الوحدة ...
    " أبو ماهر " قائد الوحدة يبدأ في شرح آلية جديدة لتكنيكات الهجوم واقتحام المواقع والتحصينات العسكرية ، وفارس منتبهاً مصغياً ، عندما دوى في أذنيه صوت حفيف للشجر بدأ وانتهى في سرعة ...
    وهنا أشار فارس بيده لقائد المجموعة علامة الصمت وبدأ يتسلل في صمت وحذر إلى مكان الحفيف حتى لاح له شبح ينسحب هارباً بسرعة ، وانطلق فارس خلفه كالبرق ، وقد بدأ الموقع يصغر من وراءه حتى استطاع القفز فوق الشبح الذي يتشح بالسواد ، أمسكه من تلابيبه وأجبره على الوقوف ، حاول الشبح المقاومة لكن لكمتين من يد فارس أسكتت صوت مقاومته وأسالت الدماء على جرح في أنفه ...
    - من أرسلك يا هذا ..
    قالها صارخاً ، فقال الرجل :
    - للأسف ... انتهى وقتكم ..
    - ماذا تقول ، ما الذي سيحدث ؟ ..
    - انتهى وقتكم يا هذا ، أنتم في عداد الأموات الآن ..
    لم يكد ينتهي من عبارته حتى هز انفجار ضخم مكان الموقع الذي كانوا يجتمعون فيه ، فاهتز جسد فارس في ألم ، كمن تقطعت أشلاءه ، كأنه لا زال هناك ، اهتز كيانه كله وهو ينظر إلى العميل الماثل أمامه في احتقار ... أي مخلوق أنت .. أي كيان شيطاني مريض أنت ...
    وبكل ما يعتمل في صدره من غضب انهال على جسد العميل باللكمات والركلات وهو يصرخ في ألم ...
    قال العميل :
    - انتهى وقتك أنت أيضاً يا هذا ... فقد أرسلت إشارة بموقعنا ...
    لمح فارس جهازاً صغيراً في كف الشاب ، فانهال عليه ضرباً مرة أخرى قائلاً بصوت صارخ :
    - لن يقصفوننا الآن وأنت معي ...
    قال الشاب في ألم :
    - أتمنى هذا .....لكنهم سيفعلون ... فلتنج بحياتك الآن قبل فوات الأوان ..
    واتركني لأواجه مصيري هنا ...
    كان فارس يعلم هذا جيداً ، يعلم أن هذا العميل قد أدى مهمته وأصبح ورقة محترقة ولن ينفعهم بقاءه بقدر ما يهمهم موته قبل انكشاف أمره ...
    دفعه بذراعيه في ازدراء وجرى بكل ما أوتي من قوة وقد أحس بصوت الطائرة وقد بدأ يقترب أكثر وأكثر ..
    لكن شيخاً عجوزاً يبرز له من شارع ترابي جانبي ، يشير له بذراعيه أن تعال ، وبسرعة كان داخل منزله بينما توقفت الطائرة فوق المنزل مباشرة وكأنها تعاين الموقع قبل قصفه ..
    قال الرجل العجوز وقد تأمل فارس :
    - هو أنت إذن يا ولدي ... هو أنت إذن ..
    فارس : أنا من يا عماه .. ماذا تقصد ؟
    الشيخ : أنت من تكررت صورته في أحلامي ألف مرة ، حتى لقد بت واثقاً أنك يوماً ما ستأتي ..كنت متأكداً من هذا ... أنت الفارس الذي سيصنع شرارة النصر .. أنت الفارس الذي سيقود الثورة ...
    فارس وقد علت الحيرة على ملامح وجهه المتعب :
    - أي رؤيا يا عماه التي تتحدث عنها ... وكيف عرفتني وعرفت اسمي ...
    قال الشيخ وهو يقود فارس إلى غرفة جانبية :
    - عرفت صفتك يا ولدي ولم أعرف اسمك ... فان كانا متشابهين فان هذا لدليل على صدق رؤياي ، واقتراب حلمي من التحقق ...
    لكن أزيز الطائرة يقترب ويجب أن تهرب يا ولدي ..
    فارس وقد بدأ يفكر في طريقة الهروب :
    - دعنا نهرب ثم نعود لنتحدث عن رؤياك ... أين بابك الخلفي ..
    الشيخ :
    - لا يوجد باب خلفي ، لكن يوجد لدي ما هو أكثر ، لا تسألني من أين فلن أخبرك ، ولا تكذبني فلن أعطيك إياه ، ولا تناقشني كثيراً فان وقت هروبك قد حان ..
    فارس وقد بدت الحيرة تغزو وجهه كله :
    - ما هذا الذي تتحدث عنه يا عماه ..؟
    الشيخ :
    - ها قد بدأت في الأسئلة التي لن تقود إلى طريق للنجاة ، دعك منها وارتدي هذا الحزام ، ففيه الحل والخلاص ..
    ومن مكان ما جاءه بحزام فضي يتلألأ في ضوء الغرفة كالشمس ، وطلب من فارس أن يرتديه ..
    كانت الضربة الأولى في ركن المنزل وبدأت جدرانه تتهاوى ...
    سارع فارس لارتداء الحزام الذي يحمل لوحة أرقام في منتصفه بينما قال الشيخ بسرعة :
    - اضغط على رقم السنة التي تود السفر إليها ، ستعود إلى الخلف مرة واحدة ولن يمكنك بعدها إلا القفز إلى الأمام ... المكان يعتمد على سرعة تفكيرك واختيار عقلك الباطن لمكان بذاته ، لن يكون خارج أرض فلسطين ، والزمان سيكون في الحدود التي تضعها في اللوحة ..
    وتذكر يا ولدي ، لن يمكنك أن تزور نفس المكان مرتين ..
    هذا هو حزام الزمن وقد أهديتك إياه أيها الفارس فسِر على بركة الله ...
    فارس لم يستوعب نصف الذي قيل ، وصوت الصاروخ في الهواء وقد اقترب من الغرفة التي يقفون فيها ، فما كان منه إلا أن ضغط أربعة أرقام ، والصوت يزداد اقتراباً ...
    دوى الانفجار بقوة وقد تعالت سحابة الدخان فوق سماء المنطقة ...
    لكن فارساً لم يكن هنا ...
    فقد أصبح هناك ...
    *****
    .
    .
    .
    .
    أنت عزيزي القارئ .. من ستختار الزمان والمكان ...
    أنت ستحدد اتجاه الرواية للخلف هذه المرة ..
    قفزات للتاريخ ستكون ..
    وانتم من يحدد معالمها ..
    .
    .
    .
    .
    .
    القفزة الأولى بدأت الفعل ولسوف أضعها لكم هنا ثم نبدأ في التفاعل من بعدها باذن الله ..
    أبو فارس
    أموتُ أقاومْ

  2. #2
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    ملاحظات على ما سوف يأتي :
    أولاً / هذه الرواية تفاعلية مفتوحة لكل كاتب يرشحه الأعضاء أو يرشح نفسه لكتابة أي فصل بعد الفصل الأول ..

    ثانياً / الرواية تفاعلية مع الجمهور ، للجمهور حق اختيار الزمان والمكان ، وهذه ستكون سابقة في هذا النوع الجديد من التفاعل بين الكاتب والجمهور .

    ثالثاً / في حال اختلاف آراء الأعضاء حول المكان والزمان سيختار الكاتب الزمان والمكان المناسبين لسياق الرواية ..

    رابعاً / المكان سيكون دائماً في حدود الوطن ، فلسطين ، والزمان يفضل أن يتماشى مع تواريخ مخلدة في الذاكرة الفلسطينية لنتمكن من تسليط الضوء عليها من خلال أحداث الرواية .

    خامساً / العنوان المبدئي للرواية : فرسان الزمن ، أو قفزات فلسطينية ، ولكن أنتم من ستحددون عنوانها بعدما تتضح معالمها ..

    سادساً / لمن سيهاجم الفكرة نفسها وهي قضية الحزام والسفر عبر الزمن أتمنى عليه أن يصبر الى انتهاء الرواية ..

    تحيتي .

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز احمد....

    الفكرة تحمل اطارين اراهما في حدود الممكن ، الاولى القبول وهذا يحتاج الى جهد وعمل ومتابعة ووقت ، ولعل مشكلة الوقت هي الاكثر بروزا هنا ، والثاني هو منطق رفض الفكرة لانها قد تؤثث بعض الامور التي تخرج عن السيطرة ، لكون اختلاف وجهات النظر حول المسألة نفسها ، وهذا يتطلب صدرا رحبا .

    في الاساس الفكرة لابأس بها من حيث المنطقين.

    دم بخير
    محبتي
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    العزيز احمد....
    الفكرة تحمل اطارين اراهما في حدود الممكن ، الاولى القبول وهذا يحتاج الى جهد وعمل ومتابعة ووقت ، ولعل مشكلة الوقت هي الاكثر بروزا هنا ، والثاني هو منطق رفض الفكرة لانها قد تؤثث بعض الامور التي تخرج عن السيطرة ، لكون اختلاف وجهات النظر حول المسألة نفسها ، وهذا يتطلب صدرا رحبا .
    في الاساس الفكرة لابأس بها من حيث المنطقين.
    دم بخير
    محبتي
    جوتيار
    العزيز جو
    مرورك يسعدني ويشرفني دائماً أيها الغالي

    بالنسبة للأولى .. لهذا فضلت أن أبدأ أنا في أول الفصول التي سأضع حلقاتها حلقة حلقة وبالتالي سيعطي هذا فرصة جيدة لمن تعجبه الفكرة ويقرر المشاركة معي ..

    الثانية : ان هذه الفكرة على غرابتها نستطيع التحكم فيها بعد انتهاء القفزات الزمنية بوسائل عدة ..
    منها التفسير العلمي / وليس آخرها التخيل والحلم ..

    سأبدأ في وضع حلقات القفزة الأولى وأرجو أن أجد متابعين
    وأرجو أكثر أن أجد من يقرر المشاركة في وضع أحد الفصول ..

    تحيتي

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الفاضل / أحمد عيسى

    فكرة جميلة و جديدة و لكن أظن أن تجسيدها صعب نوعا ما ...
    سأحاول أن أتابع الأجزاء القادمة و أتمنى نجاح الفكرة من كل قلبي و أن أرى عملا روائيا ناجحا
    و مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ...
    متمنياتي بالتوفيق

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    الفاضل / أحمد عيسى
    فكرة جميلة و جديدة و لكن أظن أن تجسيدها صعب نوعا ما ...
    سأحاول أن أتابع الأجزاء القادمة و أتمنى نجاح الفكرة من كل قلبي و أن أرى عملا روائيا ناجحا
    و مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ...
    متمنياتي بالتوفيق
    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـــام
    الأخ الفاضل : هشام
    لك خالص شكري على مرورك وتفاعلك ، وقد نفذت هذا المشروع سابقاً أخي هشام في شبكة فلسطين وقد نجحت آنذاك الرواية واكتملت وهي بعنوان " أوراق جافة " صحيح أن اختلاف الكتاب " خمسة كتاب " خلق بعض الاختلافات في اسلوب القص .. لكن في النهاية كان عملاً متقناً متكاملاً وبحاجة الى تجارب أخرى..

    سأبدأ اليوم في القفزة الأولى علني أجد من يتشجع ويواصل بعدي ..

  7. #7
  8. #8
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    (1)

    فجأة وجد فارس نفسه على فراش دافئ ، في غرفة صغيرة يضيؤها قنديل معلق بزاوية السقف ..
    حوله طفل صغير تهللت أساريره فور أن رآه وقد ارتعشت جفونه قبل أن يفتح عينيه ويحاول النهوض فلا يستطيع ...
    الطفل يهرول صائحاً :
    - أبي ، لقد نهض الرجل .. .
    وبسرعة يدخل إلى الغرفة رجل تبدو عليه ملامح القوة والصلابة رغم سنوات عمره التي تجاوزت الخمسين بقليل ..
    وضع يده على جبين فارس ، وفحص نبضه من عنقه ، ثم طلب من الطفل أن يحضر قربة الماء لكي يشرب فارس ، ساعده على الاعتدال قليلاً ووضع طرف القربة في فمه حتى استطاع أخيراً أن يشرب القليل من الماء ..
    - أخيراً يا ولدي .. حمداً لله على سلامتك ..
    فارس :
    - أشكرك يا عماه ، ولكن أين أنا ، ومن أنتم ؟
    الرجل :
    - أنا أبو هيثم ، وهذا هو ولدي الأصغر محمود ، أما أين أنت فهذه نحتاج منك أن توضحها لنا ، ما الذي جاء بك إلى بلدتنا ، وكيف دخلت إلى مصنعهم ، وماذا كنت تفعل هناك ... لقد أنقذناك بمعجزة يا صاحبي ..
    فارس :
    - اعذر لي بطئ فهمي وأخبرني أين وجدتموني بالضبط ومم أنقذتموني ..فأنا مشتت التفكير ولا أستطيع التركيز جيداً فيما تقول .
    أبو الهيثم :
    - سنتركك لترتاح وبعدها سيكون لنا معك حوار طويل ...
    خذ راحتك الآن واعتبر أنك في بيتك ، ستقوم زوجتي بإحضار طعام الغذاء لك حالاً ، ولسوف أعود لأراك مساءً ..
    فارس :
    - أشكرك ..
    وعاد يتطلع إلى كل ما حوله في حيرة ، أبو الهيثم يلبس الحطة البيضاء والعقال ، لهجته غريبة ، هذا المنزل الطيني ، مفردات المكان حوله تختلف كلية عما ألفه واعتاده ، فأين هو يا ترى ، في أي بقعة من بلاد العالم أصبح ، وفي أي زمان هو الآن .. أسئلة دارت في ذهنه حتى أرهقته ، ولم يقطعها إلا صوت استئذان أم هيثم وهي تهم بالدخول ...
    - تفضلي يا أماه ..
    قالها بعد أن كانت قد أصبحت داخل الغرفة بالفعل ، سيدة سمراء البشرة تلبس الثوب الفلسطيني المطرز بالخيط الأحمر ، تلتف شاشتها الطويلة لتغطي رأسها ، ويضفي الكحل إلى عينيها صرامة غطتها طيبة واضحة بدت على ملامح وجهها كله ..
    جلست بجواره ، وبيدها صينية بها بعض الفطائر التي تثير الشهية ، راحتها ذكية عبقت أنفه ، وتناولت هي إحداها وناولتها له قائلة في حنان :
    - حمداً لله على سلامتك يا ولدي ، تناول طعامك يا مسكين فأنت مستغرق في غيبوبتك منذ يومين كاملين ..
    ثم نادت فتاة تقف خارج الغرفة وكأنها تنتظر :
    - مريم .. أحضري بعض المياه والشاش لنغير على جروح ضيفنا ..
    جرت الفتاة لتنفذ طلب والدتها ثم عادت وتنحنحت على باب الغرفة ، فنادتها والدتها أن تعالي ..
    وبخطوات متكسرة جاءت مريم ..
    رشيقة القوام كانت ، سمراء البشرة ، أنيقة الخطى ، تلتف شاشتها على نصف رأسها ، وعينيها الواسعتين يبدوان أكثر عمقاً وقد ازدانتا بالكحل كما والدتها ..
    وأمام والدتها وضعت ما طلبته وانصرفت مسرعة ، وفارس مطرق رأسه وقد شعر أنه من العيب أن يلتفت إليها ولو بنظرة خائنة كالأولى ..
    الأم تمسح بالماء جروحه وتعود لتضمدها ، وهي تمط شفاهها في أسى وتقول :
    - مسكين يا ولدي فلقد أوسعوك ضرباً ، حتى ظننا أنهم سيقتلونك ..
    فارس :
    - ومن هؤلاء يا أماه ولماذا ؟
    أم هيثم :
    - هؤلاء اليهود الملاعين ، وجدوك في مصنع الاسمنت المجاور للقرية ، ربما ظنوك لصاً أو تحاول التخريب فانهالوا عليك ضرباً رغم أنك كنت فاقداً للوعي أمامهم ولا تملك حتى حق الاعتراض .. وقد رآك فتية القرية وهم يقتادونك ولولا أبو هيثم والرجال الذين هرعوا لإنقاذك لكنت الآن إما جثة هامدة أو أسيراً في سجون البوليس ..
    كان يود سؤالها عن الزمان لكنه لم يقدر ، سيفهم وحده ، وقد بدأ يفهم ، سيرتاح الآن حتى المساء ، وبعدها سيجد الإجابات عند منقذه وصاحب الدار التي يستريح فيها ..
    *******
    في المساء كان أبو الهيثم ومعه رجلين يجلسان بجانب فارس ، وقد بدت عليه الصحة الجيدة بعد المعاملة الحسنة التي تلقاها .
    أبو الهيثم :
    هؤلاء هم أصدقائي وجيراني ، هذا الشيخ إبراهيم ، وهذا أبو علي ..
    سلم عليهم فارس متأملاً في ملامحهم محاولاً سبر أغوارها ، كان الشيخ إبراهيم طويلاً نحيفاً ، له صلعة تأكل مقدمة رأسه ، وإحدى عينيه ترتجف باستمرار وكأن بها مشكلة ما ..
    أما أبو علي فكان وافر الصحة قوي البنية وقد أحس فارس بالرهبة في وجوده ..
    أبو الهيثم :
    - أعتقد أن الوقت قد حان لتخبرني عن اسمك وسبب تواجدك هنا ..
    فارس :
    - اسمي هو فارس ، وقد أتيتكم ضالاً وما وجدت نفسي إلا وقد استرحت في مصنع اليهود ولم أكن أعرف أنه لهم ..
    أبو الهيثم :
    - ونحن يا ولدي عرب فلسطينيون ولن نتخلى عنك حتى يشتد عودك وتصبح قادراً على الرحيل ، واعتبرنا أسرتك وأنت واحد منا ..
    فارس في تأثر :
    - وهل أجد أنبل من هكذا أخلاق ، أدعو الله أن يقدرني لرد هذا الجميل ولو بعد حين ..
    وهكذا انقضت الساعة القادمة والرجال يتناقشون وفارس مصغي عله يفهم أين هو من دفتر الزمن ، لم يكن لهم حديث إلا عن توسع اليهود وشرائهم للأراضي وعن اشتداد ظلم الانجليز ودعمهم لليهود واستقبالهم لقوافل المهاجرين موفرين لهم سبل الراحة والاستقرار ...
    قال الشيخ إبراهيم :
    لعل معاهدة ما تستطيع أن تخفف انتشارهم وهجرتهم .. وقد تتوقف اعتداءات الانجليز واليهود ..
    قال أبو علي بصوت كالزمجرة :
    - أي صلح وأي معاهدة مع هؤلاء الكفار ، لن يفيدنا إلا السلاح ، وقد قالها الشيخ : من "جرب المجرب فهو خائن "، ولقد جربتموهم قبل ذلك وثبت كذبهم وضلالهم ..
    أشار لهم أبو الهيثم علامة الصمت ، وقد أحس أن الحوار بدأ يصل لنقاط لا ينبغي أن تطرح أمام ضيفهم ..
    نلتقي غداً يا ولدي ..
    قالها الرجال وانصرفوا مودعين ..
    وفارس يفكر في كل ما حدث ويقلب الأحداث في رأسه تباعاً ، سيعرف أين ومتى ، ولكن هل يستطيع العودة ..
    تأمل جسده جيداً وعرف أنه لا يلبس الزي العسكري .. ولا يوجد حول وسطه أي حزام من أي نوع ... إذن فقد بدل أبو الهيثم له ملابسه التي تمزقت من ضربات اليهود .. فأين الحزام ، وهل ظل هناك في مصنع اليهود أم تراه هنا بين يدي أبا الهيثم ..أسئلة كثيرة كانت تحتاج إلى إجابات واضحة ولم يكن من بد إلا الانتظار حتى الصباح ..
    .
    .
    .
    .
    يتبع ...

  9. #9
  10. #10
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    (2)


    ومضى الليل طويلاً مثقلاً بالهموم على نفس فارس الذي أضحى في مكان غريب لا يعرف فيه أحداً ..
    تقلب على فراشه طويلاً وما كاد الصبح ينبلج حتى نهض مسرعاً ووجد قربة الماء إلى جوار الفراش فتوضأ حتى سمع جلبة في البيت فعرف أن أبا الهيثم قد نهض للصلاة هو الآخر ..
    ناداه وطلب أن يرافقه إلى المسجد .. وأخيراً .. ها هو خارج المنزل الذي وجد فيه نفسه مذ غادر مكانه وبلدته وأرضه ، لكنه يشعر أنه ينتمي بشكل أو بآخر إلى هذا المكان .. ويحس أنه قد رآه من قبل ، ولولا الظلام الذي يلف الشوارع الترابية التي شقها السكان بين أشجار النخيل لكان قد دار في كل مكان حتى فهم وعرف وحده كل شيء ..
    قال أبو الهيثم وهم في الطريق :
    - لم تعد البلدة آمنة بعد الآن ، البوليس يعاقب المواطنين بتجبر وقسوة ، وينفذ أوامر الانجليز حرفياً ، وظلمهم قد بلغ كل مدى ممكن ، لكني أشعر أن هذا ليس الخطر الحقيقي .. كارثة ستحدث قريباً ولا يستطيع أحد توقعها أو تفاديها ، لكن لها علاقة بهجرة اليهود التي ازدادت أضعافاً ، أصبحوا يشترون أراضينا ومصانعنا وبيوتنا ، يتوغلون فينا ويساعدهم الانجليز بما يستطيعون بالمال والقوة والسلطة ... والله الذي لا اله إلا هو لولا أننا نحب شيخنا ونسمع أوامره بالتريث لكانت الثورة التي لن يستطيعوا إخمادها ... لكن لحظة الصفر لم تحن بعد .. سنحافظ على رباطة جأشنا ونستمر بإعداد العدة حتى يأتي اليوم الذي يعرفون فيه معنى العربي الفلسطيني حين يحمل سلاحه وينتفض ..
    فارس :
    - وهل لديكم التدريب الكافي ، والسلاح اللازم لخوض معركة أنتم الأضعف فيها والأقل عدداً ..
    أبو الهيثم :
    - الغلبة للمؤمن يا بني ، نحن أصحاب قضية ، هذه أرضنا ولن نتخلى عنها ونتركها تباع وتشترى .. سنموت قبل أن نرى أرضنا تضيع .. لسنا نحن من ننفذ وعود بلفور صاغرين ، ولن يبني اليهود وطنهم على بقايا بلادي ، سنكون لهم بالمرصاد ولسوف نحاربهم ما دام فينا عرق ينبض ..
    فارس في ألم :
    - الكثير سيضيع يا أبتاه ، لكننا سنتحمل ، ونتعود على الخسارة حتى أنها ستصبح شيئاً عادياً جداً ننسجم معه ونعيش معه بكل أريحية ..
    ووصل الرجلان إلى المسجد وقد ارتفعتن مئذنته عالياً ، وكانت الصلاة قد أقيمت فلحقا بها وانسحبا بعدها دون كلام ..
    أبو الهيثم :
    - سأذهب لأتابع بعض الأمور في حقلي .. فان أحببت أن تأتي معي فمرحباً ..
    فارس :
    - سأجد من يدلني على مكانك وألحقك يا والدي ، أما الآن فأنا بحاجة إلى الجلوس قليلاً أمام باب البيت قبل أن آخذ جولة في البلدة .. وقبل الظهيرة ستجدني عندك إن شاء الله .
    - لك هذا يا ولدي ، اعتنِ بنفسك جيداً
    وانصرف تاركاً فارس يتأمل الشروق الذي لم ير مثله في حياته كلها ..
    ليست ذات الشمس التي تعود عليها ، أشعتها أكثر حيوية ، وحضورها أكثر بهاءً .. والهواء أجمل وأنقى ... بدأ الناس فيما حوله يستفيقون باكراً ويذهبون إلى أعمالهم ومزارعهم ، وهو ينظر بعين الانبهار إلى هذه الوجوه التي تحمل جمال الفلسطيني ونقاء قلبه ، هذه الملامح التي يراها كلما نظر إلى والدته ، هذه النظرات التي يراها كلما حدق في عيون والدته ... ليس بعيداً هو .. ليس بعيداً أبداً عما يحب وعمن يحب ..
    وهنا اعتدل فارس وبدأ جولته في شوارع البلدة ..
    البحر يبدو من بعيد شامخاً والموج يأتي كألف فارس يمتطي صهوة البحر ويأتي سراعاً يقبل ثغر الشاطئ الرملي الغض .. رائحة الصباح تختلط بأنسام البحر فيشتم فيها طيبة الأرض والمكان ...
    أي مكان هذا .. أي جنة هذه ..
    بين أشجار الزيتون يمضي ، والنخيل على جانبي الطريق يرسم حدوداً للمكان ويشمخ مثل حارس يمسك رمحه مهيئاً لك طريقاً آمناً للمرور ..
    وكلما اقترب من البحر كانت المنازل تزداد التصاقاً ،وكانت أشجار السرو تزداد ارتفاعاً حتى لتعلو على المباني نفسها ، وفي الشارع الممهد يرى سيارة عتيقة الطراز ، وحماراً يجر عربة فيما يعرف بالحنطور ...
    الآن بدأ يعرف ويفهم ، لطالما سمع أسماء هذه الأماكن من أمه وكأنه عايشها وتربى فيها ..
    هذا مسجد الاستقلال ، وهذا جبل الكرمل يشمخ من بعيد ، أما هذا الميناء الذي تربض السفن خلفه ... نعم ... ميناء حيفا ..
    هو الآن في عروس المتوسط ، في حيفا .. بلدة أمه الأصلية ، والأرض التي حلم فيها وهو يسمع حكايات جدته العجوز عنها ، أخيراً يراها ، ها أنت يا حيفا .. وأنا ذا في أحضانك فعانقيني ...
    والى البحر أخذ يعدو وقد أحس أن بينهما اشتياق لن يرويه إلا العناق الطويل ..

    *********

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قفزات التعليم والتنمية في عصر التغيير والمنافسة ...
    بواسطة فؤاد البابلي في المنتدى أَكَادِيمِيةُ الوَاحَةِ للتَنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-07-2010, 07:54 PM
  2. سبحان الله .. دعوة للمشاركة
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-12-2005, 08:44 AM
  3. مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 21-03-2005, 12:06 PM
  4. دعوة عامة للمفكرين في الواحة للمشاركة في : فتح ملفات
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-01-2005, 11:22 PM
  5. دعوة مفتوحة للمشاركة باقتراحات وحلول لواقع الامة اليوم .
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-12-2004, 12:45 AM