هكذا تسير قوافل العظماء
تسقط ظلال نعوشهم
فوق الذرى
فوق المدى
وفوق هامات النيازك والشهب
وفوق أحلام الطفولة والكهولة
وفوق نواصي الشمس التي
حُكمت بأقدار الأفول
والليل يغرق في صفير الحزن
يحتضن الفلول
كالحبر تسكبه الرياح على العراء
إذ غبت عن مرمى الفصول
من ذا الذي سيقول
بعدك /مثلك وفي صمود بيانك
أن الأرض
والعرض
والنبض
والشمس
والبحر
والزرع
والقدس
لأمنا (فلسطين )
هكذا تسير قوافل العظماء
وكلما ساروا تقزمت الدروب
الآن في لحظة
تهدمت الصروح
تجددت الجروح
وحيث تعملقت أقدامنا
فرؤوسنا كالدرب ضاقت في الفروع
هكذا تسير بهم سحابات الهطول
واليوم جف بها الودق
جاءت لتشحذنا الدموع
لكن أخبرني
من ذا الذي سيقول من لم يقله أحد
مبتكرا عبارات كصمت الأنبياء
وأفكار تعيد بنائنا
وولائنا
ووفائنا
من ذا الذي سيطوق المدى بالبلاغة
ويرسم فوق منقار الحمامة جل أحلام العروبة
باستعادة قدسهم
والآن تستل المنية ضوء صوتك
أين صوتك يا نبيل الحرف
هل مازال في قلمك صرير يٌعجز الأعداء
ثم يكبل الضوضاء ؟
أتراك تُبعث في ثنايا الحرف تحتضن الشموخ لترفع الأعلام ؟
ولذا فإنك يا حكيم الضاد حي لم تمت
حي لم تمت