عنوان غريب .. أليس كذلك ..؟دعونا نضع النقاط على الحروف بدلاً من النداء الأجوف الذي يردده العالم أجمع مطالباً بوحدة الفلسطينيين ..
بين كل التيارات في فلسطين نجد قوى رئيسية تتمثل في حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تأسست مع بدء الانتفاضة الأولى وفي نفس خطها تقريباً حركة الجهاد الاسلامي التي تكبرها سناً والمقاومة الشعبية التي تدعمها حماس بشكل مباشر ومجموعة الشهيد أيمن جوده التابعة لفتح التي تدعمها حماس بشكل غير مباشر..
وفي المقابل : حركة فتح التي تأسست مع انطلاق الثورة الفلسطينية 1964 وحملت شعار البندقية ، وبالبندقية وحدها نالت اعتراف العالم أجمع كممثل شرعي ووحيد بعد قرارات القمة العربية ..
وفي خطها حالياً نجد بعض المتأرجحين التائهين الباحثين لهم عن أي دور قيادي بعد أن أصبح لا وجود لهم الا على الورق وعبر البيانات الوهمية بعد أن كانوا يوماً ما شيئاً ما
كجبهة التحرير والجبهة الشعبية وبعض الأحزاب الأخرى التي توجد على الورق فحسب ..
ومنذ بدأت فتح في خطها التسووي وقلصت دور البندقية وهي تسير الى الهاوية ، تلك الهاوية التي بلغت منتهاها بالتصويت بالاجماع على الغاء الميثاق الوطني وشطب المقاومة من دستور الشعب الفلسطيني وميثاق المنظمة بل والوقوف والتصفيق لرئيس جاء من اخر الدنيا لكي يسحب بندقيتنا ويهدينا بدلاً منها غصن زيتون واه جاف لا حياة فيه ..
ثم كان مؤتمر شرم الشيخ الذي جمع زعماء العالم في مؤامرة واضحة على المقاومة حيث بدأت أكبر حملة في فلسطين ضد قوى المقاومة ، فأصبح حمل السلاح جريمة ، والانتماء لحماس أو الجهاد جريمة ، وصلاة الفجر في المسجد جريمة ، ورفقة أحد المقاومين جريمة ..
وتعددت أشكال التعذيب والابتزاز وكثر الفساد واستشرى في كل مؤسسات فتح والسلطة والمنظمة على حد سواء حتى باتت المنظمة كيان فارغ مهمل لا وجود له ، وأصبحت فتح في تداخل مريض مع السلطة فلا تميز بين الأولى والثانية ..ورغم أن المؤامرة الأولى بدأت في عهد الراحل ياسر عرفات ، الا أنه كان وبحكمة لا تتوافر الا فيه يستطيع الجمع بين الطريقين .. المقاومة والتفاوض .. صحيح أنه كان يفعل هذا لتحسين موقفه التفاوضي ليس الا ، ولكن هذا يحسب للرجل لا عليه .. على الأقل كان له دور في تحريك ودعم بعض المجموعات المقاومة وقد برز دوره كبيراً في تشكيل مجموعات شهداء الأقصى التي عملت أعظم وأروع العمليات في الضفة الغربية بل واسرائيل وطبقت شهرتها الافاق وصارت تنافس حماس في العمليات الاستشهادية بل وتشتد المنافسة بينهما على تبني بعض العمليات ..
ثم جاء محمود عباس ليطعن فتح الطعنة الأخيرة التي قصمت ظهرها ، فالتف على المقاومة ، وتآمر عليها ، وبعد فشل مخططه في احتواءها داخل السلطة عبر الانتخابات بفوزها المطلق بدأ حربه بلا ضراوة لحصارها وتجويعها ونزع الاعتراف منها وسحب البساط من تحت قدميها بتقديمها أمام العالم كله أنها لا تمثل الا نفسها ولا تستطيع ادارة الحكم ..
ومنذ اليوم الأول لفوزها قالت حماس بالفم المليان ، فلتساعدونا يا أخوتنا ، فلنشكل معاً حكومة وحدة وطنية فرفض أعضاء وقادة فتح ذلك وقالوا بعصبية : فليتهنوا بالطبخة لوحدهم .. وليرونا كيف يديرون الضفة والقطاع ... فعملت حماس بجهد .. وكادت .. كادت أن تنجح ..
لكن المشروع الاخر بدأ ..
اضرابات عن العمل لأعضاء فتح في كل القطاعات
عصيان مدني ورفض تنفيذ أي أمر يصدر عن مدير أو وزير حمساوي
وحتى بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد اتفاق مكة ، كان الجندي يرفض تنفيذ أوامر وزير الداخلية الشهيد سعيد صيام ، وبدأت الأخبار تتوارد عن خطة الجنرال دايتون التي اتفق فيها مع رام الله للاطاحة بحماس
فبدأت الأغتيالات ، والقتل بالجملة وعلى اللحية ، وكان تحرك حماس أقوى وأسرع فسيطرت على القطاع في ساعات بجيشها المدرب على مواجهة دبابات اسرائيل ضد الجيش الذي لم يحارب يوماً ولم يرفع سلاحاً الا على أبناء شعبه ..
وأطلق عباس الرصاصة الأخيرة على جسد فتح الميت أصلاً حين برز دوره في الطلب من اسرائيل بالحرب على غزة ، ثم تبرير عدوانها ، ثم الطلب منها ألا تتوقف الحرب ، ثم حنقه الشديد الذي برز رسمياً على لسان ياسر عبد ربه حين توقف اسرائيل عن اطلاق النار من جانب واحد دون القضاء على حماس ..
خلاصة القول
لم ولن يتفق هذان الخطان ، ولن يضع ابن القسام يده في ابن الوقائي الذي اعتقله وعذبه ، ليس لأنه لا يغفر أو يسامح ، ولكن لأن ابن القسام عندما يدير ظهره سيجد طعنة من الخلف ، ودبابة جاءت بناء على اشارة ممن وضع يده في يده ..
هكذا نعرف أن الوحدة مستحيلة ، فالمقاومة أصلاً متوحدة على الأرض وفي خطابها السياسي
أما الوحدة بين السماء والأرض ، بين الثرى والثريا ، بين المارد والصعلوك ، بين المقاوم والشرطي ..
فهذه لم ولن تكون ..
فلتخسأ الوحدة اذن فهي مجرد عنوان رنان يدغدغ القلوب لكنه يهدف الى تدمير القضية الفلسطينية والمقاومة فقد أصبح هو العنوان لتمرير كل المخططات وهو الشماعة التي تعلق الأنظمة العربية عليه فشلها
وكأن اسرائيل لم تقتل فلسطينياً واحداً قبل حماس ، وكأنها كانت تقصفنا بالورود قبل أن تولد حماس أصلاً ..
سامحوني أخوتي ، ولكني أشعر بجهل كل من ينادي بالوحدة ..