الكرام والكرائم أعضاء ملتقى رابطة الواحة الثقافية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلني وقد رأيت في غيابي بدء بعض ما يصعب تسميته بحوار بين السنة والشيعة ولكي تكون الأمور واضحة لكل من أقبل وقد تأبط ظنه بأن الواحة مثلها مثل أي موقع حواري آخر يمكن أن نستفرغ فيه ما نشاء من قول غير مسؤول وأن نمارس فيه ما اعتدنا من وسائل وأساليب تعين على نشر الجور والجهل بدعوى العدل والقسط ، وتثير الفتن والخلاف بدعوى التقريب والتفاهم ، وتخوض في كل أمر تهرف بما لا تعرف أو تسرف في ترصد ما يبدو مدخلا لطعن أو سوءا لظن بدعوى الحوار وحرية الرأي.
نقول لكل هؤلاء خصوصا الجدد منهم ممن يعرفون بأسمائهم بأننا لسنا في الواحة كغيرنا لا من حيث التعاطي ولا من حيث التوجه ولا من حيث السذاجة وأنبههم والجميع إلى ما يلي:
1- ملتقى رابطة الواحة الثقافية موقع جاد هادف لا يعتمد الجدل للجدل ولا يقر بغوغائية العمل وإنما يحمل رسالة سامية ويسعى إلى أهداف عليا وحقيقية على قدر كرام كبار. وكل ما لا يخدم هذا التوجه ويحقق هذه الأهداف العليا التي ندعو للاطلاع عليها فإنه مرفوض مردود.
2- الواحة ليست منبر صراخ وتطاول وتناجش ، وقسم الحوار الفكري والديني وغيرهما ليست مجرد تكرار لغيرها من الأقسام في الشابكة بل هي بالفعل حوار فكري معرفي وحوار ديني واع ومدرك ولن يسمح لمدعي العلم أو مدعي الحرص بأن يحولوه إلى ساحات مهاترات وتفريغ أحقاد. الحوار عندنا منهج أساسي ولكن وفق آلياته واساليبه ووفق أربه ودون الخروج عن أدبه.
3- نحن في الواحة نرحب بأي حوار جاد وراقي مع أي طرف كان ، ومستعدون للتعاطي معه بروح طيبة وقلب منفتح ما التزم أسس الحوار وأهدافه المعلنة وسائل تطبيقه وبوجود أهل للحوار رجال تلزمهم قولة الحق ولا ينكثون عهدا أو ينقلبون على وعد أو كلمة أعطوها.
4- نؤمن أن مثل هذه الحوارات مطلوبة وتحتاجها الأمة ، وكنا سنطرقها يوما ، ونحن في الواحة أصحاب منهج وسطي معتدل يحب أن يسمع للآخر وأن يسمع له ، ويحرص على وحدة الصف بين الإخوان والسلم مع غيرهم ، ويمكن أن يشهد من يشهد للواحة أننا كنا دوما ممن لا يفرق بين السني والشيعي في مجال الأدب والفكر، ونعين إداريين من الشيعة في كل إدارة للواحة كدليل على حسن التوجه ، ولكننا أصحاب منهج سني نلتزمه ومستعدون للحوار مع أصحاب مناهج أخرى حتى لو كانوا من الهندوس، طالما التزم الجميع العدل والإنصاف والتجرد بحثا عن الحق والحقيقة. ورأينا أن هذا الحوار لم ينضج الوقت المناسب له بعد على الأقل في الواحة ولكننا نعد بطرحه في وقت أقرب مما كنا نرتب له.
5- نقول لكل من يرغب في الحوار أن يكون أهلا له ، والأهلية لا تكون بحجم ما يحمل من حقد على الآخر أو بقدر ما يتسع لسانه وجنانه من شتم وإساءة وتطاول بل بقدر ما يحمل من علم وفهم وحلم وعزم وحزم على الوصول للحقائق واتباع المنهج الحق وليس الجدل للجدل أو الجدل للتناجش. ولعلنا نعلن هنا وبشكل عابر أن منهج الحوار عندنا يرتكز في أساسياته على ما يلي:
1- اعتماد منهج الحوار المعرفي الواعي كأساس للتواصل بعيدا عن المنهج الجدلي أو التلاسن الكلامي وتصيد الأقوال بتأويل أو تفسير دون سياقها.
2- تحديد أهداف واضحة ومعلنة وملزمة للحوار يتم الحكم بناء عليها لإنه لا يوجد عندنا حوار للحوار.
3- تحديد محاور للحوار بفقه الأولويات الأعظم فالأهم فالأقل أهمية وليس العكس والبعد عن الخوض الفوضوي والعشوائي بغوغائية.
4- الاتفاق على مرجعيات الحوار في الاحتكام والمراجعة كأن يكون الحوار علميا أو عقليا أو يرتكز على ما نتفق عليه أو على القرآن مثلا أو السنة مثلا أو كلاهما أو على منهج هؤلاء أو منهج أولئك ... اشياء كثيرة يمكن توضيحها في حينه ولكن يجب أن يتم الاتفاق عليها كمرجعية تضبط الحوار وتوجهه.
5- وجود رجال لهم قدرهم وقدرتهم وأهل للحوار أكان ذلك علميا أو فقهيا ، ولن يكون هناك حوار مع صبيان أو أشباح في الشابكة لا يعرفون من هم.
6- الصبر على الحوار وعدم التهرب منه أو الالتفاف حوله والالتزام بنتائجه فلو قلنا في حالة الحوار السني الشيعي فإن أثبت الحوار صحة المذهب السني وجب على الشيعي أن يعلن براءته مما كان فيه وأن يلتزم المنهج الحق الذي وصل إليه ، والعكس بالعكس ، وإن بدا أن كلاهما صحيح باختلافات مذهبية تقاربنا وعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
وبهذا التوضيح أعلن عدم السماح بأية حوارات في هذا الصدد إلا بعد توفر كل ما أوضحنا من ظروف وشروط لحوار صادق ناجح وسأكون أنا شخصيا في أول الصف المحاور بصدق وشفافية واحترام متبادل.
وأقول لكل من أساء في مواضيع وجاء يمارس في الواحة ترهات ما يمارس في غيرها عفا الله عما بدر منكم ونعفو نحن أيضا عما كان ونأمل منكم جميعا التزام هذا التوجيه الإداري وإدارك ما جاء فيه من مضامين سواء فيما يختص بالحوار أو فيما يختص بالتزام الضوابط الإدارية حتى لا نضطر آسفين لما لا نحب.
تحياتي