مُذْ رَفَعْتُ السَّوَاتِرَ الَّتِي نَأَتْ بِي عَنْ وَاقِعِي لِسَاعَاتٍ وَقشَّرْتُهَا عَنْ جَسَدِي الْمُتَصَلِّبِ , وَانْفَصَلْتُ عَنْ فِرَاشِيَ الْمُتَلَبِّدِ بِوَهَنيِ , وَاحْتَسَتْ مِن سَقِيْمِ تَثَاقُلِي قَهْوَةُ الصَّبَاحِ , يَنْتَابُنِي شُعُوْرٌ غَرِيْبٌ بِأَنَّنِي أَجْتَرُّ هذَا الْيَوْمَ .
نَعَمْ فَكُلُّ مَا قُمْتُ بِهِ حَتَّى الْآن أَوْ َسَمِعْتُهُ أَوْ رَأَيْتُهُ أَوْ أَحْسَسْتُ بِهِ هُوَ نُسْخَةٌ مُكَرَّرَةٌ مِنْ يَوْمٍ سَابِقٍ
وَقَدْ كُنْتُ غَادَرْتُ أَحْلَامَاً هِيَ الْأُخْرَى نُسْخَةٌ طِبْقُ الْأَصْلِ عَنْ الْلَيْلَةِ الْفَائِتَةِ ...
وَكِالتِّلْمِيْذِ الَّذِي حَضَّرَ دُرُوْسَهُ جَيِّدَاً كُنْتُ أَعْرِفُ مُسْبَقَاً مَا سُيُلْقَى عَلَى مَجْمُوْعَةِ حَوَاسِّي مِنَ الْقَوْلِ وَالْمَشَاهِدِ
وَاضِعَاً الْإسْتِجَابَةَ عَلى رَأْسِ لِسَانِ حَالِي .وَحَتَّى رُدُوْدُ الْفِعْلِ هِيَ الْأُخْرَى كَانَتْ فُصُوْلَاً جَاهِزَةً مُقَوْلَبَةً يَنْعَدِمُ فِيْهَا عُنْصُرُ الْمُفَاجَأَةِ .
وِلِكَيْ أَخْتَصِرَ عَلَى نَفْسِي الطَّرِيْقَ , قَرَّرْتُ بِقَرَارٍ بَهْلَوَانِيٍّ أَنْ أَعُوْدَ إِلَى فِرَاشِي مُلْتَحِفَاً أَمَلِي بَيَوْمٍ أَكْثَرَ تَجَدُّدَاً ...
نَائِمَاً مُلْتَمِسَاً قُدْرَةَ الْأَقْدَارِعَلَى التَّغْيِيْرِ , فَأُهَلِّلُ لَهَ وَأَلْحَقُ مُنْتَشِيَاً بِرَكْبِ الْلَحْظَةِ وَمَا إِنْ أَكَادُ أَعْتَنِقُ جَدِّيَّتَهَا ...
حَتَى يُعَاوِدَنِي الْاجْتِرَارُ مِنْ جَدِيْد !!!!!!!!!!