اِنتحارٌ من خَرَفٍ
موجات ذاكرتي تتكسر على شواطئ الأبجدية,تتأمل ردود أفعالها,أصبحت تبدو لي أما جافية, أطفالها حروف ساقها حبي للكتابة إلى صفحاتي العذراء..
ما همها كسر حرف ,ضمه أو حشره في جملة تافهة أو راقية.
هاهي رياح النسيان اليوم تجتاح ذاكرتي,أمسك الحرف أقلبه,أشتم فيه رائحة القافية, يبدو لي غريب الطعم هجرته العافية.
أدق عنقه فتصير أوصاله دامية,وأصبح عنه لاهية ..
هو السبب إنه يثير أعصابي :كلما هممت بلَمّ بعثرةَ أوراقي و جدته منبطحا على صفحاتها.. لا أذكره من علَّة..لا أذكر أنه سال يوما بوحا على صفحات.. أوصدها في وجهه من غير سوء نية..وذات حنق,تسير الخطى به نحو الانتحار..
فيا ويْحَ حرفي..ما ضَرَّه لو أنه انتظر ولم ينتحر ؟ما ضره لو أنه أمهلني حتى أتذكر؟
فقط لو أنه تمهل...؟ !
هاهي أفكاري تقلده,تعلن العصيان من قََرَف ..وتقرر الانتحار,
ستنتحر ليس لأنها أصيبت بالخرف مثلي ولكن فقط لأن خرفَي قد دمر مسكنها وكل الغُرف...