للحظات قصيرة ظننته زبون صغير – كبر على صحبه والده فى حلاقة شعره كيوسف – يسبقنا فى الدور حتى نهره الأسطى لامتطائه احد كراسى الزبائن وأرضية المحل مملوءة بالشعر.. هب فزعا ممسكا بالمقشة ..بقلب واجف وايادى نحيلة يستجدى أرجلنا إن تتحرك حتى لا يترك بضع شعيرات بأرضية المحل ينال بها التوبيخ الذى لم يسلم منه مجدولا بالسباب لتركه احد خصلات الشعر لم يضعها بالجاروف فى السلة وكنسها مع الأتربة خارج المحل .
عاد إليه هدوءه بعد فترة ليست بالقصيرة .. ووقف حائر النظرات بين متابعة يد الاسطى فى حلاقة الشعر لتعلمها وبين شيكولاتة يوسف – رشوة الحلاقة – وضجيج لعب الأطفال بالكرة فى الشارع ومحاولاتهم الجادة التعلق بظهر كل عربة مسرعة ..انتزعته من حيرة نظراته وأفكاره صفعة الاسطى على قفاه ليغسل الصبانة ويركز فيما يفعله .. بعيون مقهورة زادت دموعه انهمارا مع علو ضحكات يوسف .