أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: شجرة الأنبياء – الجزء الخامس- الفصل 2

  1. #1
    الصورة الرمزية المصطفى البوخاري
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2016
    الدولة : مكناس المغرب
    المشاركات : 114
    المواضيع : 55
    الردود : 114
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي شجرة الأنبياء – الجزء الخامس- الفصل 2

    بينَ رؤيا فرعونَ الآسِرَةِ،
    وولادةِ موسى الطاهرةِ،
    أُلقيَ في اليمِّ، والعيونُ حائرةٌ،
    تبكي رضيعًا في يدِ الجبابرةِ.
    رؤيا عرشٍ زوالُهُ بولدٍ،
    من بني إسرائيل إن وُلدَ،
    فبطشَ الملكُ نسلَهم وحصدَ.
    نشأَ موسى في القصرِ مُطمئنًا،
    في كنفِ عدوٍّ لله جاهلا.
    طغى البطشُ، واستفحلَ الظلمُ حولًا،
    فصارَ العدلُ بالقتلِ جدلًا.
    همَّ أن ينصرَ حقًا مستكينًا،
    فأخطأ، وكان فعلهُ زللا.
    في خطى رجلٍ هاربٍ، يحمل ذنبه ويغسل قلبه بالدعاء، تبدأ رحلة جديدة نحو التكوين والهُدى.
    موسى...
    فكان أن وصل بئرَ ماءٍ،
    قربه، امرأتانِ في حياءٍ،
    تردانِ القَطعانَ صبرًا،
    ينتظرن سقيَ الرُعاء.
    سقى لهما، والجسدُ ضورًا،
    عطفًا بهما، لا يرجو جزاءً.
    أتوا أباهم بخبرِ الأمينِ،
    كان شيخًا كبيرًا عاقلًا،
    فقالوا: لقينا خيرَ المُعينِ،
    فطلبه خادمًا وبعلًا،
    والصداق أجرُ عملٍ سنين،
    فأوفى صداقه وزاد فضلاً.
    > قال تعالى:
    ﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشَرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾
    (القصص: 27)
    تكتمل صفاتُ النبوةِ في موسى، ويبزغُ نورٌ جديدٌ يُضيءُ الدجى.
    رعى الغنمَ كسائرِ الأنبياءِ،
    اكتسبَ الرأفةَ والحلمَ،
    وتجلّتْ له قدرةُ اللهِ في السماءِ،
    فامتلكَ القوّةَ والحزمَ،
    وكرمَ البدوِ في الصحراءِ.
    كانت سنواتُ سكينةٍ،
    وقارٍ، وزوجةٍ حسينةٍ،
    حتى جاءَ وقتُ العودةِ،
    إلى مصرَ الحصينةِ.
    خرجَ مع عائلتهِ مسافرًا،
    نحوَ جذورهِ للصحراءِ عابرًا.
    وصلَ موسى جبلَ الطورِ،
    في ليلٍ أدهمَ زمهريرُ،
    رأى نارًا على الجبلِ تُنيرُ،
    سارَ نحوها، والقلبُ بصيرُ.
    > قال تعالى:
    ﴿فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا﴾
    (القصص: 29)
    فكان وحيُ اللهِ حقًّا،
    ونادى موسى لما استحق،
    نورُ الهدى في العين أشرق،
    ودليلُ الإيمانِ في القلبِ انبثق.
    > قال تعالى:
    ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
    (القصص: 30)
    فَـكَانَ مُوسَى النَّبِيَّ: كَلِيمَ اللَّهِ."

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,481
    المواضيع : 375
    الردود : 22481
    المعدل اليومي : 4.80

    افتراضي

    ببلاغة خارقة، وإيجاز في سرد جميل لقصص الأنبياء
    وتأطير الأحداث زمانيا ومكانيا وبسرد تصويري ترسم فيه المشاهد
    التي يتحرك معها القلب وتنشط الآذان والعقول لسماعها والاستمتاع بها
    كما قال الله تعالى عنها:
    {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى
    وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111]
    بارك الله فيك على هذه الكنوز القيمة أسأل الله أن يجزيك بها الجنة
    ودمت بعطاء لا بنتهي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية المصطفى البوخاري
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2016
    الدولة : مكناس المغرب
    المشاركات : 114
    المواضيع : 55
    الردود : 114
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    أديبتنا الفاضلة نادية محمد الجابي
    لعمري، ما أعذب أن يلتقي النصّ بقارئٍ يُنصت إليه بروحٍ تعي، وعقلٍ يتذوق، وقلبٍ يتحرك بمعانيه.
    قراءتكِ كانت هدية، لا تُقاس بثناء، بل تُقاس بالصدق الذي شعرتُ به بين سطورك، وبالآية الكريمة التي زينتِ بها ردّك، فكانت أعمق مما كُتب في النص نفسه.
    أشعر بكثير من الامتنان، وكثير من الاستحياء أيضًا... فثناؤكِ كنز، لكنّه أيضًا زادٌ جميل يدفعني للمزيد من الإخلاص، والحرص على أن تبقى الكلمة نابعة من نية صافية.
    بارك الله فيكِ، وجزاكِ عن كلماتكِ خير الجزاء.
    سأمضي قُدمًا، مستعينًا بالله، وبقلبي معلّقًا بنور الكلمة الصادقة، وروح المعنى الطيب.
    وما التوفيق إلا بإذن الله.
    دمتِ بخير وعطاء لا ينتهي.