أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: شجرة الأنبياء –خاتمة الجزء الخامس

  1. #1
    الصورة الرمزية المصطفى البوخاري
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2016
    الدولة : مكناس المغرب
    المشاركات : 112
    المواضيع : 54
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي شجرة الأنبياء –خاتمة الجزء الخامس

    آمن من آمن،
    وعصى من عصى،
    تبثّ موسى هدىً للناس،
    يعظّ من صلح قلبه ومن قسى،
    كانت ألواحه قانونًا،
    صابرًا على قومه حتى يهتدون.
    لكن الرحلة لم تكن نورًا خالصًا، فقد رافق النورَ ظلالُ الإنكار
    كابد موسى مع بني إسرائيل،
    آياتٌ بينات، ومعجزات تجلت،
    عاندوا، وقلوبهم تميل،
    يكذبون، والشك في عقولهم ثبت.
    وحين اقترب وعد الأرض، كُشف جوهر القوم
    جاء الأمر الإلهي،
    المضي نحو الأرض المقدسة،
    نصرًا لدين الله والجهاد،
    ودحض للجبابرة المتغطرسة،
    قاطنيها، لتكون لهم [B]أرض الميعاد.
    غير أن الخوف طغى على النداء، وخذلوا موسى في اللحظة الفاصلة[/B
    كان الكنعانيون قاهرين،
    توجّس بنو إسرائيل لقاءهم، خائفين
    سطوتهم، وكانوا لنبيهم خاذلين،
    إلا مؤمنان، بدخول البوابة آمنوا،
    فأنذر موسى سوء العاقبة لمن تهاونوا،
    فمن أغرق وقهر فرعون،
    لنا السند، ونحن منصورون.
    قال تعالى:
    ﴿قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَا إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ﴾
    [سورة المائدة، الآية 24
    ]


    فكان الجزاء تيهًا يليق بجحودههم

    فجاء عقاب الله عدلا برهانًا،
    أن يرتحلوا في الأرض هيَمانًا،
    أربعون حولًا لا يجدون،
    سبيل هدى، ولا أمانًا،
    فماتوا جميعًا، لا يستحقون،
    رحمة الله، جيل ذل وخذلانًا.
    [I]لقوله تعالى:
    ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ
    سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۖ فَلَا تَأْسَى عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾
    [سورة المائدة، الآية 26][/I]
    جيلٌ مضى، وجيل جديد نشأ على أنقاض التيه
    انقضى قومُ الذلِّ والعصيان،
    وأبقى اللهُ المؤمنان، ناصري الإيمان،
    من نادوا للجهاد بإيقان،
    ونصروا نبيّهم، وقت الإذعان.
    ثم رحل هارون، وبدأت خطوات الختام
    مات هارون الطاهر النبيل،
    فبكى موسى دموعًا تسيل،
    ثم قاد القوم في درب السبيل،
    بالمواثيق، ونور التنزيل.
    واقتربت نهاية الكليم، حاملاً شوق الأرض التي لن تطأها قدماه
    حان وقت القضاء والرحيل،
    وذو العزم للأرض يميل،
    موعدًا ضربه الله لقومه،
    هو بقلبه، وما شهدته عيناه،
    وكان قدرًا، ألا تبلغها قدماه.
    فاستخلفه في قومه فتاه.
    الفتى الصامت في ظل موسى، آن له أن يقود
    يوشع بن نون،
    نشأ في ظل الكليم وارتوى،
    فشب قوي العزم، نقي اللبى،
    رافق موسى لقيا الخضر،
    فنَالَ العلم، والصبر إذا حضر.
    فأتم المسير، وبلغ الأرض الموعودة
    قاد الجموع، وفتح البلاد،
    ودخل منصورًا أرض الميعاد،
    أجلى الجبابرة عن بيت القدس،
    بمعجزة الرب، بحبس الشمس.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    > "إن الشمس لم تُحبس إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس."
    رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.

    ومضى على أثر الكليم، يرعى إرث التوحيد
    صار على نهج الكليم،
    يثبّت العقيدة بما أوصى،
    وحّد الأسباط على الميثاق،
    وفرّق بينهم الأرض بالاتفاق،
    زكاهم بالتوحيد والإيمان،
    وسلمت القلوب بعد طول استرقاق،
    عاشوا، وتذوقوا طعم الأمان،
    وسلموا لدين الحق بالاعتناق.
    لكن القلب البشري لا يثبت، والرياح تعود
    الإيمانُ شمعةٌ مشتعلة،
    تُطفئه ريحُ الشك،
    ويزيدُ وهجَهُ نسيمُ اليقين.

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,477
    المواضيع : 375
    الردود : 22477
    المعدل اليومي : 4.80

    افتراضي

    إن لبني إسرائيل تاريخًا طويلًا في نقض العهود، والمواثيق، وفي مخالفة أوامر الله تعالى،
    وتعدي حدوده، وفي قتل الأنبياء، والرسل، والذين يأمرون بالقسط من الناس.
    وقد استعرض القرآن الكريم كثيرًا من أفعالهم الشنيعة، وإجرامهم مع أنبيائهم، ورسلهم،
    وسلّط الضوء على مواقفهم المنحرفة إزاء نعم الله تعالى عليهم التي لا تحصى
    إن طباع اليهود لا تعرف الوفاء، وإنما تعرف الغدر، والانحراف، والالتواء.
    بارك الله فيك وزادك الله علما وفهما وجعل كل كلمة كتبتها في ميزان حسناتك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي]

  3. #3
    الصورة الرمزية المصطفى البوخاري
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2016
    الدولة : مكناس المغرب
    المشاركات : 112
    المواضيع : 54
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    أديبتنا الفاضلة، نادية محمد الجابي
    جزاكِ الله خيرًا على هذا الحضور الكريم، والكلمات النورانية التي لامست وجدان الحرف قبل سطوره.
    لقد أضأتِ النص بمرورك العاطر، رحيقًا ينعش المعنى،
    وكان تشجيعك الملهم كغيثٍ يسقي بذور الحرف لتزهر من جديد.
    وأما دعاؤك النبيل، فنسأل الله أن يجعله مستجابًا لنا جميعًا.
    لكِ من القلب شكرٌ يليق بنقاء حضورك،
    ودعاءٌ بالصّفاء والتمكين، ما حييتِ.