حيِّ المرابعَ أحبَابًا ، و أصحابَا
= و منزلا ًفي النخيل الخُضْر قد غابَا

و انشقْ عبيرَ رياحينٍ لها عبقَتْ
= و سائلِ الطَّيرَ هل لا زلنَ أسرابَا

و هَلْ تثاءبَ ذاكَ الصبْحُ مبتسماً
= و غازَلَ الوردَ ، و النُّوارَ إعجابَا

و كيفَ حالُ غُنيماتٍ لنا سَرحتْ
= في جانبِ السَّفحِ لا تشبعْنَ أعشَابَا

يمضينَ لولا رعاةُ الشاءِ ما رجعتْ
= لحيِّهِنَّ ، و لا غادَرْنَ أطيَابَا

إذاً لأدركْنَ حسنَ الريفِ منْ طرَفٍ
= و كنَّ أطعمْنَ ذيبَ الغابِ أسلابَا

يا عطلةَ الصَّيفِ ما أخلفْتُ موعدةً
= ولا تركتُكِ أَنَّ الرأسَ قدْ شَابَا

و لا هجرتُ المغانِي : أنَّني رجُلٌ
= أصبحتُ أكتُبُ أشعَاراً ، و آدابا

لكنهَا سَورةُ الأيَّام قدْ صَرفتْ
= أخا المودَّةِ حتَّى ودَّع الغَابَا

و سارَ عن دَوحِه ، و النهْر مرتحلاً
= ليجرَع البُعْدَ ، و الأشْواقَ ، و الصَّابَا

عهدُ الصِّبا لم يزلْ في القلب منزلُه
= لا ينطَوِي ذكرُه أرضًا ، و أحبَابَا

و إن نأيتُ فروحِي لا تفـارقُهُ
= أنَا هناكَ شعاعٌ فيه قدْ ذابَا