سمفونية البن والبخور


يا فواحَ البُنِّ في كأسِ اليَمَنْ يَابَرِيْقَ العِقْدِ، يا أغْلَى وَطَنْ
إلبِسِيْ ثَوْبَ الأماني وُحْدَةً وَاخْلَعِيْ ثَوْبَ المَآسِيْ وَالفِتَنْ
اسْكُبِيْ روحي لِصَنْعَا قَهْوَةً وَاحْرِقِيْ قَلْبِيْ بَخُوْرًا في عَدَنْ
ائْتَلَفْنَا فَارْتَقَيْنَا لِلْعُلا نَصْطَفِيْ الإلهامَ مِنْ وَحْيِ الوَطَنْ
وَبَنَيْنَا المَجْدَ مِنْ فَكِّ الرَّدَى وُحْدَةً تَنْسَلُّ مِنْ غِمْدِ الزَّمَن
لا شَمَالِيْ، لا جَنُوْبِيْ، أصْلُنَا وَاحِدٌ.. رُوْحَانِ، لَكِنْ في بَدَنْ
بِذْرَةُ التَّمْزِيْقِ تُؤْتِيْ يَنْعَهَا إنْ جَنَتْ أزْرًا فَمَنْ يَجْنِيْ الوَهَنْ
مَوْطِنِيْ رُوْحِيْ، وَهَلْ يَرْضَى على جِذْعِهِ ما اخْضَرَّ بِالجَزِّ فَنَنْ!
إنَّ هَذَا الدَّمُ نَزْفٌ وَاحِدٌ لا تَقُلْ جُرْحِيْ، وَقُلْ جُرْحُ الوَطَنْ
كَيْفَ تَرْمِيْنِيْ بِذَنْبٍ إنْ بَغَى سَائسٌ أعمى فَمَا ذَنْبَ الرَّسَنْ؟
بَاعَةُ الأوْطَانِ، أذْيَالُ العِدَى مَنْ على الشَّاشَاتِ إبْلِيْسُ احْتَضَنْ
عِنْدَمَا سَاسُوا فَسَادًا وَبَغَوا صَارَتِ الأوْطَانُ (خَضْرَاءَ الدِّمَنْ)
إنْ صَغَى شَعْبٌ لِدَعْوَى هَادِمٍ أرْضَعَتْهُ الأرْضُ ذُلًّا وَإحَنْ
كَيْفَ لا يَسْتَاءُ مِنْ أبْنَائهِ مَوْطِنٌ بِالبِرِّ لاقى سُوْءَ ظَنّ!
يَبْسُطُونَ الجُنْــحَ ذُلًّا لِلْعِـدَى يَنْدُبُوْنَ الوَصْلَ مِنْ ظَهْرِ المِجَنْ!
كَيْفَ لا تَغْتَــمُّ أرْضٌ أنْجَبَتْ مَنْ يَرَى في الهَدْمِ تَشْرِيْفَ المِهَنْ!
كَيْفَ لا تَسْتَاءُ دَارٌ أهْلُهَا عِشْرَةً.. دَسُّـوا المَنَايَا في اللَّبَنْ!
كَيْفَ لا يَغْتّـمُّ ( مَايُوْ )، بَيْنَمَا سَيْفُ حَامِيْ المَجْدِ في غِمْدِ الوَهَنْ
لا تَقُلْ لِيْ: مِحْنَةٌ حَاقَتْ بِنَا سَاسَةٌ ساسوا مِحَاقًا لِلْمِحَنْ
لَيْسَ مَنْ أبْـدَى امْتِعَاضًا مُلْحِدًا إنَّمَا الإلْحَادُ تَشْرِيْعُ الدَّخَنْ
فَامْنَحُوْنَا بُرْهَةً مِنْ دَمِنَا كَيْ نُخِيْطَ العَيْشَ مِنْ كَفِّ الكَفَنْ
عَاشَتِ الوُحْدَةُ، وَلْتَحْيَ المُنَى في غَدِ اسْتِقْرَارِ، وَلْتَحْيَ اليَمَنْ

22 بيتًا = 22 مايو

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
محمد الحميري
6 / 12/ 2019 م