هِيَ الدُّنْيَا......

نَسِيرُ بِهَذِهِ الدُّنْيَا سِرَاعا
وَيَتْبَعُ بَعْضُنَا بَعْضَا تِبَاعَا
نُنَمِّي حُبَّنَا لِلَّهْوِ فِيْهَا
وَنَغْفَلُ أَنَّهَا مُلِئَتْ خِدَاعَا
نُقَبِّلُ وَجْهَ بَهْجَتِهَا شِغَافَاً
وَنَنْسَى أَنَّهَا لَبِسَتْ قِنَاعَا
فَلَا خَضْرَاءَ فِيهَا ظَلَّ رَطْبَاً
وَلَا جَمْعَاً بِهَا دَامُوا اجْتِمَاعَا
وَلا صَحَّتْ بِهَا الأَجْسَامُ إِلَّا
أَتَاهَا مِنْ لَظَى الحُمَّى صُدَاعَا
وَإِنْ ضَحِكَتْ لَكَ الحَسْنَاءُ يَومَاً
فَحَتْمَاً بَعْدَ بَسْمَتِهَا صِرَاعَا
هِيَ الدُّنْيَا نَزَلْنَاهَا عِقَابَاً
وَنَحْسَبُهَا ثَوَابَاً وَانْتِفَاعَا
أَلَمْ يُعْطَى الجَحُودُ بِهَا قُصُورَاً
ويَحْرِمُهَا الِإلَهُ لِمَنْ أَطَاعَ ؟؟؟
فَمَنْ يَهوَى لَهَا تُردِيْهِ يَهوِي
وَمَنْ يَعْلُو بِهَا تُرْدِيْهِ قَاعَا
فَمَنْ مَا مَسَّهُ مِنْهَا هُمُومٌ.؟
وَمَنْ مَا عَضَّهُ فَقْرٌ وَجَاعَ؟
وَمَنْ مُلِئَتْ خَزَائِنُهُ كُنُوزَاً
فَهَلْ تَرَكَتْهُ يَسْلُبُهَا صُوَاعا؟
وَهَلْ ظَلَّ الشَّبَابُ بِهَا شَبَابَاً.؟
وَهَلْ شَمْسٌ يَدُومُ لَهَا شُعَاعَا؟
فَلَا تَغْفَلْ هِيَ الدُّنْيَا وَجِئْنَا
إِلَيْهَا لَنْ نُغَيِّرَهَا طِبَاعَا
أَتَيْنَاهَا مَمَرَّاً لَا مَقَرَّاً
وَنَتْرُكُهَا رَغَامَاً لَا طُوَاعَا
فَمَا دَامَتْ لِعَادٍ أَوْ ثَمُودَ
ولَا فِرعَوْنَ لَمَّا مَدَّ باعَا…
ولَا النَّمْرُودُ أَو قَارونُ دَامُوا
وَلَا رَحِمَتْ جَبَانَاً أّوْ شُجُاعَا
وَلَا تَرَكَتْ صَحِيْحَاً أَوْ سَقِيْمَاً
وَلَا مَلِكَاً جَلِيْلَاً أَوْ رِعَاعَا
سَيَطْلُبُهَا الحَبِيْبُ يَقُولُ هَيَّا
وَعِنْدَ عِنَاقِهَا قَالَتْ وَدَاعَا...