أغبط الغار
--------------
قصيدة/ محمد نعمان الحكيمي
--------------
مِـثْـلَـمَا صَــانِـعِ الـكَـمَانِ انْـشِـغَافِي
قَـوَّسَ الـشَّوْقَ، فَـاعْزِفِي يَا قَوَافِي
لِـلْـمَوَاجِيدِ فِــي فَـمِـي طَـعْمُ شَـهْدٍ
(حَـضْرَمِيِّ) الرَّحِيقِ، صَافٍ وَشَافِ
والــغَــوَادِي تُــرَتِّـلُ الــوَجْـدَ مُــزْنـاً
وِفْــــقَ أنْــــدَى رِوَايَــــةٍ لِـلـفَـيَافِي
***
فِـي رِحَـابِ الـنَّبِيِّ، تَـسْنُو الـقَوَافِي
بـالـمَعَانِي، يَـخْـضَرُّ قَـلْـبُ الـجَفَافِ
يَـشْـهَـدُ الـزَّيْـزَفُونُ حَـفْـلَ انْـعِـتَاقٍ
لـلـتَّـبَارِيحِ، مِـــنْ خِــلَالِ الـضِّـفَافِ
تَـهْدَأُ الـرِّيحُ ، يَـسْكُنُ المَوْجُ، يَجْثُو
فَـوْقَ أزْهَى العُرُوشِ رَهْجُ ارْتِجَافِ
يَـمَّـحِـي الــظِّـلُّ عِـنْـدَ أفْــقٍ يَـتِـيمٍ
خَـــصَّــهُ اللهُ بِـالـنِّـجُـومِ الــكِـثَـافِ
***
تَـحتَ أَمْـرِ الـهُدَى، حَـوَالَيْكَ حَرْفٌ
مَــائِـلُ الـسَّـاقِ، بِـانْـتِظَارِ انْـعِـطَافِ
ظَـامِـئٌ جَــدْوَلُ الـتَّـجَلِّي بِـوَهْجِي
لِانْـبِـجَـاسَـاتِ كُــــلِّ بَـــادٍ وَخَـــافِ
مــا رَأَتْــكَ الـقُـلُوْبُ إلَّا اسْـتَضَاءَتْ
وَاشْـرَأَبَّـتْ إِلَــى الـسُّـهَى بِـالـعَفَافِ
أَغْـبَـطُ (الـغَـارَ)، لَـيْتَنِي كُـنْتُ فِـيهِ
صَـخْـرَةً لامَـسَـتْ خُـيُوطَ الـلِّحَافِ
***
ثَـانِـيَ اثْـنِـيْنِ، مَــا مِــن الـحُزْنِ بُـدٌّ
فِـي بِـلَادِي، فَـكَيْفَ لِي بِالمَنَافِي!؟
يَـرْتَـجِي مِــنْ جَـنابِكَ الـعُذْرَ نَـصِّي
عَـــنْ بُـــرُوجٍ خَـذَلْـتُهَا بِـاعْـتِسَافِي
عَـــــنْ ظِـــــلَالٍ نَــدِيَّــةٍ لَا نَــرَاهَــا
عَــنْ مَـعَـانٍ، حِـيَـالَهَا الـفِـكْرُ غَــافِ
عَــنْ شُـعُـوبٍ، مَـنَـحْتَهَا دَرْبَ نُــورٍ
وَيْكَ، فَاسْتَحْدَثَتْ شُعُوبَ اخْتِلافِ
***
بَـــاذِلَ الــحُـبِّ لِـلْـوَرَى، مَــا تَـبَـقَّى
وَهْــجُ وُدٍّ، بَـيْـنَ الأعَـارِيـبِ، دَافِـي
سَـطْوَةُ الطِّينِ تُزْهِقُ المَاءَ، أَضْحَتْ
آلَـــةُ الــمَـوْتِ ذَاتَ أَعْــلَـى هُـتَـافِ
كُــلَّ يَــوْمٍ يَـجِـدُّ شَـكْـلُ الـدَّوَاهِـي
فــي صَـبَـاحَاتِنَا، فَـتَـعيَا الـمـشافي
***
دَشَّـنَـتْ مُـهْجَتِي ثَـجِيجَ الـسَّوَاقِي
بَـعْـدَ قَـفْرٍ مِـنَ الـنُّصُوصِ الـعِجَافِ
كَــمْ غَـرِيـرٍ يُـكَـابِدُ الـغَـوْصَ، لَـكِـنْ
أُكْـسُـجِـينُ انْـفِـعَـالِهِ غَــيْـرُ كَـــافِ!
أبْــلَـغُ الـعِـشْقِ يَـسْـتَحِثُّ انْـصِـهَاراً
نَــاهَــزَ الأَرْبَـعِـيـنَ حَــتَّـى يُــوَافِـي
***
لَــمْ يَــزَلْ خَـافِقِي عَـلَى الـرِّيقِ، إِلَّا
مِــنْ غَــرَامٍ سَـطَّـرْتَهُ فِــي شِـغَافِي
رُبَّ طَــرْفٍ يَـنْـجَابُ فِـيهِ افْـتِقَارِي
يُـطْـرِبُ الـسَّـمْعَ بِـامْـتِلَاءٍ إِضَـافِـي
لَا خِــــلَالٌ، سِـــوَى حَـــنِيْنٍ رَقِــيـقٍ
نَاحِلِ الوَجْدِ، شَاحِبِ الوَهْجِ، حَافِ
أَبَــــدِيَّـــاتُ عَــــصْـــرِهِ أَرْهَــقَــتْــهُ
كَــمْ مُـتَـاحٍ يَـظَـلُّ دُونَ اكْـتِـشَافِ!
إِنْ يَـكُنْ خَـطَّ هَـمْزَةَ الـوَصْلِ قَطْعَاً
فَـلَـقَـدْ كَـــانَ هَــمْـزَةً فَـــوْقَ كَــافِ