حــــــــدودٌ كحدود السَّراب
حينَ لوَّحَ وجهُ ( أمينةَ )
وجهُ التي تشركُ القلبَ
لكنَّها تجهلُ الحسنَ في وجهها ؛
حقنتْ في عروقي الغيابْ
ثمَّ راحتْ تنفِّض عن جسدي الصمتَ ..
تمسحُ عن مقلتيَّ الترابْ
* * *
أينَ تُسكنُ هذي التي لم تغادرْ فؤادَكَ ؛
إلاَّ لتحتلَّ كلَّ الوجوهْ ؟!
فأنَّى تلفَّتَّ لايتراءى لقلبكَ
غيرُ حمامِ يديها .
يرفُّ على وحشةِ الروحِ
يغسلُ ذاكَ العذابْ ،
وأنَّى مررتَ بأيِّ مكانٍ فلا تستطيعُ المرورَ
بغير رحيقِ مفاتنها
قد تفجَّر من حجرٍ ،
أو تناثر من قمرٍ ،
أو توزَّعَ في الريحِ
يطوي الركودَ الخريفيَّ من رئتيكَ ؛
لينشرها مثلَ شكٍّ يفتِّتُ صخرَ الجوابْ .
كأنَّكَ تسكنُ مَن لاحدودَ لها
وتقولُ :
بأنَّكَ تكبرُ فيها ، وتكبرُ فيكَ .. فتكبرُ فيها ، وتكبرُ فيكَ ..
فأيُّكما يسعُ الآخرَ الآنَ ؟!
أيُّكما يتحدَّى المدى ، ويباري السَّرابْ ؟
كنتَ تبحثُ عن صوتها بينَ هذا الضجيجِ الحضاريِّ
ضعتَ ... ،
وضاعتْ ملامحها
خلفَ هذا الزحامِ .
توقَّفْ إذنْ !!
ولتسارعْ إلى عزلةٍ
تتوحَّدُ فيها مع الكائناتِ
تجدْ صوتَها
يتراقصُ ما بينَ عينيكَ - مُنتشياً - ،
والكتابْ
.
.
[RAM]http://www.movn.net/moseqa_alsh3r/moseqa9.ram[/RAM]