فقط لم يكن هو صخب الحزن المعتاد بصدري هو الدافع وراء هذه الدمعة الحارة, تلك الدمعة التي مارست قبل نزوحها عن عيني كل آيات التعذيب مختصرة بملمس من ماء دافئ, كلمسة من عينيك لوجهي حين تلومني إن لم اقبل صباحها بكلماتي المزدانة بالعشق في قهوة صباحية تحملها الشبكات الرقمية للهواتف النقالة إلي عينيك دون أن تدرك منها غير عدد أحرفها ...

كان السبب هو أنين جديد بقلبي أنك لم تفهميه , نعم اصارح بها نفسي الضيقة الأبعاد والتي كانت مع مرور السنين العجاف تزداد ضيقا خاصة مع نضوج ثمار الحزن المعتادة الأحداث بأيامي , كان اليوم نقاشنا حادا ملتهب الحروف كأنها الشمس تقترب وقت القيامة من رؤوس العشق فينا, لم يكن إلا أنني حاولت أن أمد يدي إليك لكنني كنت خشنا فظا ومارست فيك أقسى أنواع الطموح طالبا منك أن تكوني ما بعد البشر , مارست فيك حتى عذابي بالفشل فيما أنفقت فيه السنين , و ما كان مني إلا أني أحبك , فلم اجد إلا أن أجيرك مني , و ألقيت بقلبك في اليم راجيا أن تنجين من جنود أحزاني , الجنود الذين يعيثون في نفسي فسادا و يقتلون من نفسي أي مولود للحلم ولا يستحيون حتى الأماني, وقلبك كان طفل أحلامي الوحيد .. ألقيتك وحدك في قارب من فراق .. ثم لهجت بدمعتي الحارة ... وعدت أنا إلى ما يشبه منزلي وحيدا مطاردا حاملا قسماتي وجهي الحزينة تلك التي تعبت من تحمل كل هذا العناء بداخلي وفقدت توازنها بين ضغط الداخل والخارج فمالت ورسمت تلك التجاعيد ...

تنسال الآن مزيد دمعات حزينة .. وعيني معلقة بقاربك الذي تجتبيه الريح عن قلبي بعيدا بعيدا ..وسلواي أنه في اليم وحده .. بعيدا عن جنود أحزاني !