نعمَ الملاذُ ونعمَ صـونُ المحرمِ
يا أختَ من علمَ الأخوةَ في الدنا فينا الأصولُ قواعدُ المتكرمِ
عبقُ القريضِ ونفحهُ ونسيمهُ ألقُ الحياةِ مسارهُ مجرى الدمِ
نعمَ المعارضُ جادَ في بنيانهِ حتّى استطالَ بناؤهُ بالأنجمِ
أدبُ الحياءِ مسابقٌ لتأدُّبٍ في العلمِ.. من يجهلْ بهِ لا يعلمِ
خُلُقُ الكريمِ كريمةٌ بين الورى تــعلو بـهِ لرقيِّ خـطـو السلمِ
فإذا أردنا للحياةِ نقاوةً قلنا بما في القلبِ لا برمِ الفمِ
واللهُ يعلمُ خافياتِ أمورنا من خافَ ربَّهُ في الرخا لن يندمِ
عشْ يا فقيراً للإرادةِ مؤمناً باللهِ تسبقكَ الدنا بالأنعم
وتدبَّر الأفلاكَ والدنيا التي خلقَ الإلهُ بقدرةٍ وتحكُّمِ
في البرِّ سيرُ المرءِ طالبَ رزقهِ من صنعةٍ من حرفةِ المتعلمِ
ولهُ مطالبهُ ليبنيَ أسرةً سننُ الحياةِ تسيرُ حتّى تُختمِ
وعلى امتدادِ البحرِ سيرُ بواخرِ عبرتْ وفيها عبرةٌ للمسلمِ
ومن الحضارةِ والتقدمِ نعمةُ أسفي على المستخدمين لها عمي
أفلا نظرنا كيف كنِّا في الصبا وعلى ورودِ الحبِّ رقّاً نرتمي
وإذا جرحنا أو تألمنا لنا بحنانهِ وأمانهِ حضنُ الأمِ
اليوم ها قد شابَ رأسُ قريحتي والحرفُ من شفتّي لي لم يبرمِ
طارَ الغرابُ وسادني شيبُ الأسى وتوارت الأوجاعُ بين الأعظمِ
وازداد ضيقُ تنفّسي وتخلَّلتْ في الجسم آهات الردى من منسمي
قد بات في عرب الأصول تجنّساً حتّى بدا قول الفصاحة أعجمي
وتساوت الأحجار في نظراتنا ماذا أتى بالتبر عند الأفحمِ
الكل يطمع في الحياة بمنصبٍ فهل الحياة مقاسها بالدرهمِ
والحقُّ عنه المرء ولّى معرضاً وإلى الملاهيَ ساهيًّ بترنمِ
والليل صبح الماثلين للهوهم والصبحُ ليلُ الغابرين النوّمِ
حتّى الهواءُ معكرٌ متجرثمٌ من نفثِ خُبثِ الفاسدين مسممِ
قلنا وما زلنا نقولَ مواجعاً ومن اتقى جرح الأسى لم يألمِ
من نالَ خيراً فالإلهُ مكرّمٌ أمَّا الإساءة من جناةِ المعصمِ
من سارَ في نورِ المتاهةِ مفسدٌ كيف المسارُ وفي طريقٍ مظلمِ
ما الضوء نورَ الشمسِ كيف تبسّمت إنّ الضيا نورَ الفتى المتعلمِ
نورَ الهدايةِ حيثُ يتَّبعَ الهدى آيُ القديرِ وهدي طه المكرمِ
والحقُّ بيّنُ والحرامُ مُبَيَّنٌ ولك الخيارُ إذا أردتَ بمقدمِ
ولكلِّ أحداثِ الحياةِ مراصدٌ فاحذرْ بقولكَ زلّةَ المتكلمِ
حَسَنُ الحديث دواءُ قلبٍ مجهدٍ وقبيحهُ في القلب مثل الأسهمِ
أنتم جراحُ المرءِ في مأساتهِ والجرحُ منكم واخزُ المتألمِ
باللهِ تّم بكم دواءُ جراحنا والداءُ لجَّ فعجّلوا بالبلسمِ
فمن أبتغى أفقَ النجومِ مساكناً فردَ الجناحَ مساحةً بمقوّمِ
قولاً وفعلاً والشواهد هامةٌ لفصاحةِ العظما بثغرٍ مبسمِ
والصدقُ في صحبِ الفتى برهانُهُ عندَ الشدائدِ عدَّهم وإلى كم ِ
والعونُ في الخيراتِ والبرِّ الذي بهِ تصلحَ الحيوان لا بالمأثمِ
والمالُ لا يغني بدونِ قناعةٍ والمرءُ بالجاهِ الردي لا يحتمي
ليس اليتيمُ يتيمَ أبٍّ أو أمٍ إنّ الخليَّ من الورى بميتّمِ
والمرءُ ليس بفقد
ماذا يفيد المرءُ ثوب تكبرٍ واللهُ أكبرُ من وجودٍ معدمِ
فمن استقام لربِّهِ بتواضعٍ علّى القديرُ مراتبَ المتقدمِ
وألزم خطاباً قيّماً ومصححاً حتّى تنالَ قبولَ من في المحرمِ
ماذا يفيدُ الرغي من قومٍ إذا رغيُ الفتى يشكو بهِ تعب الفمِ
إن الفطينَ لهُ الرموز دلائلٌ فافطنْ وأنتَ لطلسمٍ بمترجمِ
فلربما الإبهامُ أو سبابةٌ أقوى وأفصحُ من حديثٍ مبهمِ
ولربما طرفُ الحزين معبرٌ ببلاغةِ المكلومُ في المتردمِ
حـكـّمْ ضميرَكَ في الأمورِ جميعها حتّى الصغائرِ في حياةِ المقسمِ
فهناكَ أحقادُ العواذلِ مرصدٌ والناسُ قبلكَ للخطأْ لم ترحمِ
وابعدْ عن السوءِ المسيء لنفسهِ وارسمْ على الثغر ازدهارَ المبسمِ
تأتيك بالبسماتِ صدقاتٌ إذا هيَ في فؤادكَ للمحبَّة تنتمي
في وجهِ وضاّحٍ تفاؤلُهُ وفي وجهِ العبوسِ تشاؤمُ المتجهّمِ
من رامَ يمَّ الطيِّبين تكرماً نالَ المحبةََ في مقامِ أعظمِ
إياكَ لبسُ عباءةٍ نُسِجَتْ لهم تبغي الحضارةَ من جناةِ مذمَّمِ
إنّ التأصلَ شيمةُ المرءِ الذي صانَ التراثَ بهمّةٍ لم يهدمِ
نهجَ الأصولَ مكملٌ لبنائها ولما تشوهَ لبْنهُ بمرمِّمِ
هذا أنا لهبُ القريضِ يبثّني حتّى ارتوتْ سُحُبُ الدفاترِ من فمي