( نــغـَـمٌ تـبـخـَّــــرْ..)


غـيـم ٌ.. يـحُــــــطُّ عــــلـــى يــــدِي

وَتــَرٌ..يَــــرِفُّ عـلـى ذراعـــــي !!




كانَ المساءُ .. كصورةِ العربيِّ..

مُكتئباً ..

ينامُ على عباءَتـهِ القديمــةِ..

والنُــجومُ..تـفِـرُّ مِن صُندوقِـها الليليِّ..

نحوَ يـــــديْ.!

وكُنتُ أعُـــدُّها..

ذي نجمة ٌ..

ذي نجمة ٌ أُخرى..

تُحاولُ أنْ تـُخاتـِلـُني .


ولكنّي أمدُّ يدي وأصطادُ النُجومَ ..

ألُمـُّها في كيس آثاري ..

أُحاولُ أنْ أُرمِـّممَ بالنجومِ صباحيَ الأعمى..

لـيعرِفَ دربـهُ الأزلـيَّ في دربي..

إذا التـَقـَتِ الطريقةُ بالطريقةِ..

أو دَعَـتنا الشمسُ نحوَ وليمةٍ للضوءِ..

فوق مدارها اللامُستقِرِّ ..

ولا المُقيـمِ على مـــدارِ .


وحَمـلتُ آثاري ..

تُرصـِّعها نُجومُ الليلِ..

تخدعها مَـرايا الوهمِ..

كي تبدو عيونُ الصُبحِ أجملَ في العُيونِ .



كان الصباحُ يُـفيقُ قبلَ الفجرِ ..

مُرتعِباً من الأحلامِ..

مـذعوراً..كلِـصِّ الضـوءِ..

يستقصي الطـريقَ إلى خِـزانته ..

لِـيلبسَ ثـوبهُ العاري..

على جسدٍ..هُــلاميَّ التـكـوُّنِ ..

هيكليٍّ شفَّ في المعنى..

كـذرّاتِ الغَـمامِ .


والليلُ . يبدأُ عـدَّهُ العكسـيَّ..

تنفجـِـرُ الدموعُ .. على الشُموعِ ..

تُفيقُ أُغنـية ٌ على صَـخَـبٍ ..

يُمـوِّجـهُ التلعـثـُمُ في خُيوطِ اللحنِ ..

تَرجـِعُ في غـيابتها المعاني .





بـحــرٌ .. تــبــحـَّـرَ فــي دمـــي

جـُزُرٌ ..تـنامُ عـلى شِـراعـي




وأتى الصباحُ .. بغير صورته ..

على عـجـَلٍ أتى شَبحُ الصباحِ ..

متـُثاقِـلاً يمشي ..

كمَـحكومٍ .. يُحـولُ أنْ يُطيلَ – سُدىً –

( دقـيــقةَ ) ما قـُبيلَ الموتِ بالإعــــدامِ ...

يغتــصِــبُ الثــوانــي !!


وسألـتُهُ :

يا صُبــحُ .. أيـــنـــكَ ؟

قالَ – مُـرتبِكاً - : أنــــا ؟

أنـــــا ... لــستـُــهُ .!!

قلتُ : الملامــحُ فيك بــادية ٌ.. وخــافيــة ٌ!!

أجابَ :أنا الشبيهُ ..

أتيتُ أبحثُ عن شبيهي ..!!

فانثـُرْ علـيَّ ملامـحَ الصـبحِ المُـجعـَّدِ

داوِنـي بعـُقارِ نَـجماتِ المسـاءِ ( اليَـعرُبـيِّ )

لعلـَّني أجـِدُ الشبيه َ..


وصورتـيْ الأصـليـَّةَ الألـوانِ ..

أخــرُجُ مِنْ ظِــلالي .


كُلُّ النجـومِ تساقَطَتْ مِن كيسِ آثـاري ..

علـى دربي الطويـلِ ..

مِن المساءِ ( اليـَعـرُبيِّ ) .. إلـى صباحـي .


وأنـا المُـوجـِّهُ وجـهَـهُ شـطرَ اتـّحادِ الضـِدِّ !!

لا ليـلي سماويٌّ ليرفـعني إليـهِ ..

ولـيسَ أرضـيّاً صبـاحي كي ألوذَ إلـيهِ ..

لكـنّي أُحـاوِلُ أنْ أُوفـِّقَ بين ليـلٍ لاحُـدوديٍّ ..

وصُـبحٍ شاردٍ القَـسَمـاتِ ..

مَبتورِ الأغـاني .


وأعودُ كالماضــي !!

بِـلا لـونٍ .. أُلـوِّنُ لـــوحتي

وأُطــارِدُ النجمَ المُعـلـَّقَ في سماءِ الغـيـبِ

يطـرُدُنـي صدى المـاضي ..

وتحـبِسُنـي الأمــاني .



ويُتـمـتِـمُ الوتـرُ الوحيــــــــدُ ..

عــلـيَّ يختلِفُ الـرُواة ُ..!

عــلـي يـتـفـقُّ النُــعـاة ُ..!

وهـــاهُـــنا ..




نـَـغـَــمٌ .. تــبـــخـَّـــرَ فـــي فـمــــي

وهــــوىً .. يُقـــاسِــمُــني طِـبـاعــي