( برقيةٌ عاجلة .. )


إلى من يهمه الأمر .. من بقايا التتر ..!!



الهلاكَ .. الهلاكْ ..

ليسَ ثمةَ منجى .. وما من مفر ..

يابقايا التترْ .

هذهِ الأرضُ .. تلعنُ أقدامكمْ

حينَ تغرِسُ فيها الوباءَ الذي ..

يتنفَّسُ أرواحَ كلِّ الزهورِ ..

وُريقاتِ كلِّ الشجيراتِ ..

كلَّ أغاني الطيورِ التي ..

قصَّفَ الليلُ أعشاشها الدافئة .

والسماءُ ..

تصُبُّ عليكم شظايا الزجاجِ المُكسَّرِ ..

في السُحبِ الغاضبة .

كيف تُفلِتُ من قبضةِ الحقِّ ..

أيديكمُ الغاصبة ؟!

*

يا بقايا التترْ ..

لن يعودَ كما كان بالأمسِ ..

طعمُ المطر !

لن تعودَ الغيومُ الحِسانُ

إلى مسرحِ الأفقِ ..ناثرةً

أغنياتٍ ترددها شفةُ الأرضِ ..

تعشقها ..

كلُّ أسماعِ هذا الوجودِ ..

وكلُّ المزاهِرِ..

كلُّ الدروبِ التي لم تزرها عيونُ البشر .

*

هي الأرضُ ..

تلعنُ من يهدِمونَ الذي قد بنته الأكفُّ ..

ومن يجرفونَ الخمائلَ ..

من يسرقونَ السنابلَ من حقلها ..

وينتشلونَ الجداولَ ..

من ظمأِ الأعينِ الفاغرة !

*

( الطريقُ إلى النصرِ .. منكوسةٌ !!)

( ربما يختفي النصرُ خلفَ هِضابِ الهزيمةِ !!)

( لا ربحَ في الحربِ يكفي المُرابينْ ..)

( الجنودُ رَصاصٌ .. برشَّاشِ قادةِ سفكِ الحياةِ ...)

( ولا شيءَ أتـفَه .. مِن روحِ من سقطوا في الحروبِ ..)

( وللشجعانِ السيوفُ ..

وللجبناءِ .. الصواريخُ .. والقُنبلةْ ..) .

*

يا بقايا التترْ ..

ربما آنَ أن تنتهي المهزلة ْ ..

فالطريقُ .. تعودُ إلى الخلفِ ..

قُدَّامكم لوحةٌ ..

كُتِبَتْ بمدادِ الخطر !!

.. قِفْ ..!

.. وعُـــــدْ ..!

ليستِ الأرضُ .. آمِنةً هاهُنــا ..

عُــدْ .. إلى الخلـفِ ..

يا أيها الثّمِلُ المُحتَضَـرْ .

*

الجنودُ الذينَ سيُحيونَ .. عيدَ ( فالانـتــَيـــنْ ) ..

عيدَ ( الكِــريسـمِـــسِ ) .. أو عيدَ رأسِ السنــةْ .

أيُّ رأسٍ سيـبقى ..

على سقْـفِ تلكَ الرِقابِ الحزيـنةْ؟!

إنني أتخيَّـلُ تلكَ الجـنودِ .. وتلكَ الصورْ ..

دونَ رأسٍ ..

أراها .. أمامـي تسيــرُ ..

وقد دُحرِجَتْ ..

كلُّ تلكَ الرؤوسِ على المِقصلة .!

*

يا بقايا التـتـرْ ..

يبعثُ ( الأبُ ) .. أبناءَهُ للـردى !!

يُـبارِكُ فيهم مــدى الخـطوِ ..

هِــمَّــتــَـهم في القــتــالِ ..

لـهم جنـــــةٌ .. تحتَ ظِـلِّ ( الصليبِ المقدسِ ) !!

هـــم .. هــكذا يزعمونَ ..

و ( عـيسى ) هناكَ .. يُعانقهم باسمــــاً ..

يا لَـروعةِ هـــذا القـــــدرْ .

كانَ ( .... ) في الحُجرةِ النائية ..

يرفـعُ ( الأبُ ) للهِ كـــفـَّـيهِ ..

صلَّـــى .. لكي لا يعودوا إليـهِ !!

لكـي يدخــلوا النــــارَ !!

فالجـنةُ اليـومَ مُـــــلــكٌ لـــــــهُ ..

النـساءُ الجـميلاتُ ..

كــــلُّ الحــدائـقِ ..

الـــحُـــبُّ .. والصِــبـيةُ الطـيـبونْ ..

والنعيمُ الذي .. يتمدَّدُ .. في اللانـــهــايةْ .

آهِ ..يا لانتفاضِ الخيانةِ ..

في الأنفسِ المُجرمة !

كيفَ باعَ إلى النــــارِ أبنــائَــــــهُ ..

( الأبُ ) المُستحِـــمُّ بحـوضِ الجِـــنانْ ؟!

*

يا بقايا التترْ ..

ربما .. في غـــدٍ ..

يتفجَّـــــرُ بالنــــــارِ .. هـــذا الحـــجرْ !

بعدَ أنْ شـرِبَـــتْ مِـــن دمــــاءِ ( العراقِ ) المزارِعُ ..

وارتـــوَتِ النـــخــلُ نــهرَ الدِمـــــاءِ ..

وفـخَّــخــتِ الحــربُ بالـــمــوتِ ..

حــــتى الــــثـــمـَـــرْ !!

*

يا بقايا التــتـرْ ..

ضــاقَ هذا الـــمَــمَرْ ..

لـيسَ ثــــمــةَ مَنـــجى ..

وما مِــن مَـــفَــــرْ ..

يا بقــــايــا التـــتـــرْ .