همسة نداء

همسةُ نداء عيناكَ يا لها من بحر! ويا لبحر عينيكَ من بحر! أقذفُ بنفسي في بحرِكَ وأتركُ نفسي لأمواجِ عينيكَ, تتقاذفني الأمواج وتتلاطمُ علي شاطئ عينيكَ, ثم تأخذني عينيكَ إلي الأعماق؛ أغوصُ.. أغوص, وأخشى علي قلبي من وقتِ الفراق؛ أغرق.. أغرق, وأجدُ نفسي محاطة بسرابٍ من الأشواق, أغوص.. أغوص, وأجد نفسي في أمان؛ في مكان, في زمان. وتأخذني ثانية عيناكَ, فأحلق في سماك, وتعجبني الإقامة هناك, مادمتَ حبيبي في حماك, وأناجي نجومَ هواك, أحكيها حبي المنهاك, وأنادي سحابَ سماك, أزرعه زهورًا وأشواقًا, وأجبر قلبي علي نسياك؛ فيصرخ قلبي في الأفلاك, أهواك .. أهواك .. أهواك, أنا ودموعي فداك. حبيبي؛ أسمعني دقات قلبكَ... أسمعني, فأنا أجد فيها ملاذي ووجودي, وأُسمعكَ خفقات حبي... أسمعكَ, فتعالى إليَّ وارسي على حدودي, مشاعري متضاربة؛ فتارة أنتَ حبيبي, وتارةٌ أنتَ عدوي, فهلم إليَّ حبيبي, واقتل بقربكَ عدوي. تبتسمُ لي فيطمئن قلبي وتسكن نفسي ويبتسم فؤادي؛ ثم تغيب وتحير قلبي, وتقتل حسي وتنسي ميعادي, وأناديكَ بعيني... بقلبي؛ فتعشقُ همسي وتزيدُ من ولهي, وأبكي لأظهرَ حُبي, وأوضحُ لمسي وأبعثرُ رمادي. أيهينُ عليكَ عذابي؟؟ أتكونُ حبيبي سرابي؟؟ أم أنتَ قبابٌ وقبابْ؛ وسحابٌ من دونِ سحابْ, لا وألف لا, فحبكَ إحساسٍ وولاءْ, وروحكَ أشواقٌ وحنانْ, أشتاقُ حبيبي أشتاق, فهلمَّ حبيبي إليَّ؛ لأهرول إليكَ مسافات. حبيبي تبتعد أنتَ وأبتعد أنا, ونحمل في قلوبنا عشقًا واحدًا. يفرقنا هذا وذاكَ, ويظل حبكَ ساكن الفؤادْ, ها أنا أصرخ علي الملأ؛ أحبكْ.. أحبكْ بدون رياء, وها هي همستي إليكَ, همسة نداء.