هَاجَهُ الْمَشْهَدُ الرَّهِيبُ فَـنَــادَى يَـــا شَـبَـابًـا جَازَ الرَّدَى وَتَمَـادَى
عَانِقُوا الشَّمْسَ فالضِّيَاءُ مَنَـــالٌ مَـــا لِـغَـيْـر الأَحْــرَارِ ذَلَّ وَجَـــــادَا
لاَ يَـرُعْـكُـمْ مِنْـهَا اللَّهِيبُ فَيَوْمًــا يُـطْـــفِـئُ الـنَّــارَ نُـورُكُــمْ وَقَّـــادَا
إِنَّمَا نُـورُكـمْ كَـرَامَــــــةُ شَـعْــــبٍ مَــا ارْتَضَى غَيْرَهَا لَدَيْـهِ عِمَــادَا
قَدْ سَرَى فِي الْقُلُوبِ خَيْرَ حُمَاةٍ أَمَـــلاً حَـــفَّـــهَــــا بِـــلاَدًا بِـــلاَدَا
وَانْـبَـرَى يَـكْـسِرُ الظَّلاَمَ وَيَكْسُـو كُـلَّ شِـبْـرٍ عَـلَى ثَـــرَاهُ عِــنَـــادَا
بِشُعَـــاعٍ مِنْ وَحْـــيِـــهِ وَسَنَـــاءٍ صَـــــانَ أَوْطَــــانَـــــــهُ وَذَبَّ وَذَادَا
أَرْسلَتْـــهُ النُّجُومُ لَحْـــنًا فَأَهْدَى كُــــلَّ رَبْــــعٍ مَـحَــبَّـــــــــةً وَوِدَادَا
عَجَـبًـا كَيْـفَ يخْضِـبُ الدَّمُ أَرْضًـا جَادَهَــا الْحُــبُّ والسَّلـاَمُ عِـهَادَا
مَـلَأَتْـهَـا الْأَشْلاَءُ، منْ كُلِّ شلْـوٍ أَنْـبَـتَـتْ زَهْــرَةً وَأَحْيَــــتْ وِهَـــادَا
هِيَ أَرْض الْأَحْرَارِ خَيْـــرِ رِجَـــالٍ هِيَ أَرْضُ الْأَبْـــــرَارِ عَـــزَّتْ مُـرَادَا
أَيُّ عَــادٍ جَـنَى عَـلَـيْـهَـا وَبَــــاغٍ خَدَعَتْــهُ الدُّنْـيَـا فَـعَـــاثَ فَسَــادَا
إِنَّمَا الظُّلمُ بُرْهَــــةٌ لَيْسَ تَبْقَى فَـعَـــلاَمَ الإِسْـــرَافُ فِـيـهَـا بِــدَادَا!
يَا سَمَـاءَ الْأَحْرارِ جُـودِي بِفَـجْــرٍ وَأَفِيـضِــــي عَلَى الزَّمَـانِ رَشَـادَا
حَطِّمِي الْأَغْلاَلَ الثِّقَــالَ وَحُطّـي عَـنْــــــهُ وِزْرَ الْـقُـرُونِ وَالْأَصْـفَـادَا
قَدْ تَجَلَّـتْ بَشَـائِرُ النَّصْرِ شَمْسًا فَارْفُدِي الْكَوْنَ بالضِّــيَا إِرفَــــــادَا
وَأَفِـيـضِي مِنَ الضِّـيَـــاءِ أَفِـيـضِي مَـا عَـلِـمْـنَـا لِـذَا الضِّـيَـاءِ نَـفَــادَا