يا وَلَدُ!
لِمَ هذا الـمَوْتُ الكَهَنوتِيُّ؟
أُخْرُجْ قَبْلَ مَجيءِ الذَّبْحِ وَخَلِّ الجَسَدَ الفارِغَ يَبْحَثُ عَنْ شَظْيَتِهِ...!
لا يَتَوَقَّعُ أحَدٌ أنْ تَحْتَمِلَ مُرافَعَةً قَدْ تَسْتَغْرِقُ عِدَّةَ ساعاتٍ بَيْنَ الشَّظْيَةِ وَالـمَوْتِ الرَّسْمِيّ.
إنَّ شَجاعَتَكَ الصِّبْيانِيَّةَ مَضْيَعَةٌ لِلحُزْنْ!
أُخْرُجْ يا وَلَدي!
لَوْ كانَ الأمْرُ بِيَدِنا كُنّا نَطْلُبُ مَوْتًا أسْهَلَ ما دامَ الـمَقْصودُ هُوَ الحَلُّ السِّلْمِيّ.

٭ ٭ ٭

أنا لا أرْثي أحَدًا
غَطُّوا هذي العَوْراتِ الـمَأْلوفَةِ بِقِناعٍ غَيْرِ الشَّفَقَة
إنِّي لا أرْثي أحَدًا.
هَلْ يَقْدِرُ أحَدٌ أنْ يَحْمِلَ حُزْنًا يَكْفي مِلْيونَ قَذيفَةِ مِدْفَعْ؟
وَلِماذا أرْثي عُصْفورًا وَجَدَ العُشَّ أخيرًا في دَمِهِ...
أتْعَبَهُ الطَّيَرانُ وَأرْجَعَهُ البَحْرُ فَحَطَّ عَلى فُوهَةِ القَتْلِ يُريحُ جَناحَيْهِ؟
وَلِماذا أرْثي امْرَأةً دَخَلَتْ كَرَهًا مِنْ بابِ العُرْسِ وَخَرَجَتْ طَوْعًا مِنْ بابِ أُمومَتِها؟
ماذا نَفْعَلُ بِالأطْفالْ؟
ماذا نَفْعَلُ بِالأطْفالِ قَدِ اعْتادَ العالَمُ دَمَنا.
«مَنْ كانَ فِلِسْطينِيّاً فَلْيُلْقِ بِدَمِهِ طَوْعًا أوْ كَرَهًا!»

٭ ٭ ٭

يَـتَشَرَّدُ دَمُنا في الأرْضْ!
تَـتَشَرَّدُ فيهِ الأرْضْ!
لا فَرْقَ، فَلا يُمْكِنُ عِلْمِيّاً تَحْقيقُ مُعادَلَةٍ لا يَتَبادَلُ فيها الطَّرَفانِ التَّأثيرَ بِشَكْلٍ فِعْلِيّ.
وَغَدًا نَخْرُجُ مِنْ عُنُقِ الـمَقْتولِ وَسِكِّينِ القاتِلْ:
«مَنْ لَيْسَ فِلِسْطينِيّاً فَلْيُلْقِ بِدَمِهِ طَوْعًا أوْ كَرَهًا!»